الأحد 19 مايو / مايو 2024

ندوب الماضي ما زالت قائمة.. رواندا تحيي ذكرى 30 عامًا على الإبادة

ندوب الماضي ما زالت قائمة.. رواندا تحيي ذكرى 30 عامًا على الإبادة

Changed

قُتل ضحايا الإبادة في رواندا بإطلاق النار عليهم أو ضربهم أو طعنهم حتى الموت - غيتي
قُتل ضحايا الإبادة في رواندا بإطلاق النار عليهم أو ضربهم أو طعنهم حتى الموت - غيتي
قُتل أكثر من 800 ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من عرقية التوتسي ولكن أيضًا من الهوتو المعتدلين في المجازر التي شهدتها رواندا عام 1994.

تبدأ رواندا الأحد المقبل مراسم إحياء ذكرى مرور 30 عامًا على إبادة العام 1994، التي نفّذها متطرّفو الهوتو ضد أقلية التوتسي على مدى مئة يوم دام.

وقُتل أكثر من 800 ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من عرقية التوتسي ولكن أيضًا من الهوتو المعتدلين في المجازر التي انقلب فيها أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء على بعضهم بعضًا، في إحدى فصول التاريخ الأكثر قتامة في أواخر القرن العشرين.

وبعد ثلاثة عقود، أعادت الدولة الصغيرة بناء نفسها في ظل حكم الرئيس بول كاغامي الدكتاتوري، لكن ما زال صدى إرث الإبادة الصادم يتردد في أنحاء المنطقة.

وحفاظًا على التقاليد، سيتم إحياء السابع من أبريل/ نيسان، يوم أطلق متطرفو الهوتو وميليشيات حملة القتل المروّعة عام 1994، عبر إضاءة كاغامي شعلة إحياء الذكرى في نصب كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية حيث يعتقد بأن أكثر من 250 ألف ضحية تم دفنهم.

وسيلقي كاغامي، الذي ساعد جيشه المتمرّد "جبهة رواندا الوطنية" في وقف المجازر، خطابًا وسيضع أكاليل الزهور على المقابر الجماعية، فيما ستحضر بعض الشخصيات الأجنبية ما أطلق عليه "كويبوكا (إحياء الذكرى) 30".

وتسمح مراسم الأحد ببدء أسبوع الحداد الوطني، إذ سيتوقف كل شيء في رواندا وستُنكّس الأعلام.

اكتشاف المقابر الجماعية مستمر حتى اليوم

وخلال تلك الأيام، لن يُسمح بعزف الموسيقى في الأماكن العامة أو على الإذاعة، بينما ستُمنع التلفزيونات من بث المناسبات الرياضية والأفلام، ما لم تكن على صلة بمراسم إحياء الذكرى. وستقام مراسم أيضًا في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وغيرها.

وأثار اغتيال الرئيس المنتمي إلى الهوتو جوفينال هابياريمانا ليل السادس من أبريل، عندما أُسقطت طائرته فوق كيغالي، موجة غضب في أوساط متطرّفي الهوتو وميليشيا "إنترهاموي".

وقُتل ضحاياهم بإطلاق النار عليهم أو ضربهم أو طعنهم حتى الموت في عمليات قتل غذّتها الحملة الدعائية المناهضة للتوتسي، التي تم بثها على التلفزيون والإذاعة.

ويقدّر بأن ما بين 100 ألف إلى 250 ألف امرأة تعرّضت للاغتصاب، وفق أرقام الأمم المتحدة. وما زالت المقابر الجماعية تُكتشف في رواندا حتى اليوم.

عام 2002، أقامت رواندا محاكم أهلية حيث يمكن للضحايا الاستماع إلى "اعترافات" أولئك الذين اضطهدوهم.

وتم الاستماع إلى 1,2 مليون قضية على فترة 10 سنوات، رغم أن المنظمات الحقوقية رأت أن النظام أدى أيضا إلى إجهاض العدالة إذ استخدمه بعض المشتكين لتصفية حسابات.

واليوم، لم تعد بطاقات الهوية الرواندية تذكر إن كان الشخص من الهوتو أو التوتسي. ويتعلّم طلاب المدارس الثانوية عن الإبادة في إطار منهج دراسي خاضع لرقابة مشددة.

وتفيد السلطات الرواندية بأن مئات المشتبه بهم في الإبادة ما زالوا فارين، بما في ذلك في جمهورية الكونغو الديموقراطية وأوغندا المجاورتين.

وحتى الآن، تم تسليم 28 فقط إلى رواندا على مستوى العالم.

وُلد حوالي ثلثي سكان رواندا بعد الإبادة. ويسعى كثر للمساعدة على إعادة صياغة تاريخ بلادهم المؤلم ووضع رواية جديدة.

وقالت مديرة المشاريع روكسان مودينج (27 عاما) لوكالة "فرانس برس": "منذ كنت طفلة وقصة رواندا هي قصة إعادة بناء".

وأضافت "ندوب الماضي ما زالت قائمة، لكن هناك طاقة مختلفة الآن، شعور بالإمكانية".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close