قد يكون الرقص هو العلاج الطبيعي الحقيقي للقلق والألم المزمن، وقد يساعد أيضًا في تعزيز معنويات مرضى الزهايمر، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويتفق الخبراء على الآثار الإيجابية للنشاط البدني على الدماغ. فعلى الرغم من وجود روابط معروفة بين النشاط البدني المنتظم وتحسين الصحة العقلية، يقول الخبراء إن من الممكن أن تكون هناك بعض الفوائد الإضافية للرقص، بحسب الصحيفة.
وتم الربط بين الرقص اليومي وتخفيف أعراض القلق، وإدارة الألم المزمن، وحتى تحسين نوعية الحياة بشكل عام عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر.
وكتبت ستار فارتان، كاتبة علمية وعالمة جيولوجيا سابقة لصحيفة "واشنطن بوست"، أن الرقص ساعدها على تجاوز الأوقات الصعبة والوحيدة خلال جائحة كوفيد 19.
تحرير ذاكرة العضلات
وبحسب "ديلي ميل"، قالت الدكتورة أنجيلا غرايسون، رئيسة جمعية العلاج بالرقص الأميركية: "كل تجربة مررنا بها موجودة في أجسادنا، لذا فإن القدرة على الحركة قد تطلق شيئًا ما كنا نحمله، مختبئًا في عضلة". وأضافت: "العضلة لديها ذاكرة لذلك، وعندما نتحرك، فيمكننا إطلاق ذلك".
كما قالت الدكتورة جاسلين بيوندو، خبيرة العلاج بالفنون الإبداعية في جامعة دريكسيل في فيلادلفيا، للصحيفة: " إن فردية الرقص هي ما يجعلها مختلفة عن مجرد نشاط بسيط مثل ركوب الدراجة".
ولفتت بيوندو إلى أن العلاج بالرقص أظهر تأثيرًا إيجابيًا على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، وهو أمر معروف بالفعل.
مكافحة أعراض الفصام
كما يظهر العلاج بالرقص فائدة نادرة تتمثل في قدرته على مكافحة أعراض الفصام، وهو اضطراب نفسي حاد.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2021 بقيادة بيوندو أن مرضى الفصام الذين شاركوا في علاجات الرقص كانوا أقل عرضة للإصابة بالهلوسة السمعية والبارانويا والتفكير الوهمي، مقارنة بأولئك الذين استخدموا العلاج بالكلام بانتظام.
ومجرد رقص الشخص في غرفته يمكن أن يوفر له فوائد؛ لكن هذه الفوائد قد تزداد إذا تلقى هذا الشخص نصائح من معالج مدرب.
وأوضحت غرايسون للصحيفة "أنه من خلال العمل مع معالج بحركة الرقص، تحصل على الدعم لمساعدتك في معالجة ما يتم التعبير عنه في الرقص، ووضع خطة علاج".
علاج الباركنسون بالرقص
كما يعتمد أطباء الأعصاب في فرنسا الرقص وسيلة لعلاج مرضى الشلل الرعاش أو الباركنسون، حيث يساعد المصابين على التوازن.
ويصيب الباركنسون، وهو اضطراب انتكاسي في الجهاز العصبي المركزي، نحو 150 ألف شخص في فرنسا، ومن أعراضه الرعاش والانقباض ونقص الحركة وتشوه المشي.
كما يؤثر الباركنسون على تفكير وسلوك المريض ويصيبه بالاكتئاب والقلق واضطراب النوم. وتظهر هذه الأعراض عند أكثر من ثلث المصابين بالمرض.