عاشت فرنسا عام 2021 على وقع حمى الانتخابات وتوتر العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وبريطانيا والجزائر، إلا أن هذا العام "كان عام الحملات الانتخابية".
في هذا العام جمعت أحزاب قواها وأخرى ظلت مشتتة، فقد بات مغمورون تحت الأضواء وآخرون ما زالوا يكررون الخطاب نفسه. وجميع هؤلاء يسعون إلى "الثأر" من إيمانويل ماكرون في أبريل/ نيسان المقبل.
وتريد تلك القوى أن يصبح لقب ماكرون "الرئيس السابق"، بينما هو يستعد للمعركة الطاحنة بهدوء وصمت.
الشعبوية والاقتصاد والسياسة
ويعد عام 2021 كذلك عام ارتفاع نبرة الخطاب الشعبوي في فرنسا، الذي وضع المسلمين في خانة "عدم ملاءمة قيم الجمهورية العلمانية" رافقته سلسلة إجراءات حكومية قادها وزير الداخلية جيرالد دارمانان الذي أغلق على إثرها العشرات من المساجد والمدارس القرآنية ورحّل أئمة وسجن من يرى خطابه متطرفًا.
اقتصاديًا، عادت الروح إلى بعض القطاعات بعد التعافي نسبيًا من الأزمة التي خلفها فيروس كورونا. كما عادت السياحة بخجل إلى البلاد، لكن المتحوّرات منعتها من اكتمال رجوعها إلى ما كانت عليه سابقًا.
الكهرباء والصيد البحري، كانا عنوان الخلاف مع الحليفة بريطانيا ووصلا إلى حدّ منع وزيرة الداخلية البريطانية من المشاركة في اجتماع خاص بالهجرة يعني البلدين بشكل خاص، فضلًا عن انتقادات لاذعة بين ماكرون ورئيس الوزراء بوريس جونسون تخطت حدود الدبلوماسية.
توتر مع واشنطن ولندن والجزائر
وتزعزع هذا العام الحلف التاريخي بين باريس وواشنطن أيضًا بعد تخلي أستراليا عن صفقة غواصات فرنسية لصالح الولايات المتحدة، ما أثار غضب فرنسا التي استدعت سفيرها لدى واشنطن حتى جاءت قمة العشرين في روما والتقى الرئيس جو بايدن وماكرون وبددا الخلاف بينهما.
كذلك توترت علاقات فرنسا بالجزائر إثر تصريحات لماكرون شكك فيها بـ"وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي لها"، ثم عاد وكرّم "الحركة" المقاتلين الذين حاربوا إلى جانب فرنسا ضد رجال الثورة الجزائرية، ما أثار غضب الجزائر ودفع الرئيس عبد المجيد تبون إلى سحب سفير بلاده من باريس.
كان عامًا صاخبًا على كل المستويات في فرنسا، انتهى بالاستعداد لأهم معركة سياسية تخوضها البلاد كل خمس سنوات ألا وهي الانتخابات الرئاسية.
كثيرون في فرنسا لا تعنيهم السياسة بقدر ما يعنيهم زوال فيروس كورونا ومتحوراته لتعود الحياة كما كانت عليه في السابق، بينما يهتم آخرون بمعرفة من سيقود البلاد في الأشهر القليلة القادمة.