علّق الدكتور سامي أبو شحادة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في إطلالة من استديوهات التلفزيون العربي في لوسيل على حالة "ترقب ورعب" في إسرائيل، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وكانت حركة "حماس" قد أعلنت أمس الثلاثاء، اختيار زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية.
وبحسب بيان السبت الماضي، فإن قيادة الحركة كانت قد باشرت بإجراء عملية تشاور "واسعة" في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد خلفًا لهنية.
ورأى أبو شحادة أن قرار حماس اختيار يحيى السنوار رئيسًا جديدًا خلفًا لهنية، جاء مفاجئًا ويحمل عدة رسائل للشارع الإسرائيلي، وكذلك للشعب الفلسطيني، وللعالم بأسره.
وأضاف أن "حماس أرادت بقرارها أن تبرهن أن اغتيال الشهيد هنية كان خطأ كبيرًا ارتكبته إسرائيل، وعليها أن تدفع مقابل ذلك ثمنًا كبيرًا".
وتعتبر إسرائيل أن السنوار هو العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة ضد الاحتلال في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وزيّفت إسرائيل من بعدها روايات تتعلق بما شهده الهجوم وشنّت عدوانًا على غزة برر إطلاقه واستمراره حتى وقت طويل عدد من الدول الغربية.
"لا يملك قرار اختيار رئيس جديد"
كما أشار أبو شحادة إلى أن حماس أرادت أن تفهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا يملك عبر الاغتيالات قرار اختيار رئيس جديد، ورسم الخط السياسي بعد ذلك للحركة التي أرادت كذلك أن تثبت تمسكها بالخط الذي رسمته لنفسها.
واعتبر أن اختيار السنوار يعيد ملف المفاوضات إلى نقطة الصفر من جديد، على عكس ما كانت تعتقده إسرائيل باغتيال هنية، حيث كانت تعتقد أن هذه الخطوة، قد تسرّع في عملية التفاوض وتحرير المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة.
"الأخطر على اليهود"
إلى ذلك، تحدث رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي عن حالة رعب وذعر يعيشهما المجتمع الإسرائيلي.
وأردف أن حالة الانتظار لرد إيران على اغتيال هنية وحزب الله على اغتيال إسرائيل قياديًا كبيرًا في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أو حتى من اليمن والعراق، وكذلك حالة الترقب وعدم الوضوح، كل ذلك يضع الشارع الإسرائيلي أمام وضع نفسي صعب للغاية، بالإضافة للأثمان الكبيرة التي دفعها الاقتصاد الإسرائيلي.
وأشار أبو شحادة إلى أن الإرباك الإسرائيلي تجلى في توقيف عدد كبير من شركات الطيران لرحلاتها إلى تل أبيب، ما أثّر على حركة الإسرائيليين، كما يعاكس توقعات نتنياهو الذي اعتقد أنه سينال نجاحًا كبيرًا بقتل الشهيد هنية أو فؤاد شكر القيادي في حزب الله.
وعليه، اعتبر رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وضع كل المجتمع الإسرائيلي في حالة انتظار الثمن الذي سيدفعه، واصفًا قرار نتنياهو بالغبي.
كما قال إن نتنياهو يسعى لجر المنطقة إلى حرب إقليمية بمحاولة جر الأميركي إلى تلك الحالة، ناسفًا صفقة المفاوضات التي كان ينتظرها آلاف الإسرائيليين للعودة إلى غلاف غزة والشمال، لا سيما مع اقتراب موسم المدارس، بالإضافة لآلاف الإسرائيليين في الخارج.
وأكد أبو شحادة، أن السياسة التي انتهجها اليمينيون المتطرفون في حكومة نتنياهو، والذين يمثلون التطرف اليهودي، حوّلت إسرائيل إلى أخطر مكان لليهود في العالم.
"مجتمع مريض"
وعمّا يحصل في غزة من تجويع وإبادة جماعية أشار أبو شحادة، إلى أن المجتمع الإسرائيلي مريض ويجمع على الحرب وسياسة التجويع في غزة، حيث لم يخرج أي قيادي في تل أبيب ليدين قتل الأبرياء، أو حتى حالة اعتراض واحدة على منع الأدوية عن الأطفال، أو المياه حتى.
وقال أبو شحادة:" أنا لم أرَ حالة واحدة في العالم، يقوم خلالها أطباء من مستشفيات بالتوقيع على شرعنة قصف المستشفيات في غزة، كما حدث في إسرائيل".