Skip to main content

أحد اضطرابات الصحة العقلية.. هل سمعتم عن هوس نتف الشعر؟

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
يندرج هوس نتف الشعر ضمن الفئة العامة لاضطراب الوسواس القهري- غيتي

يعاني شخص من كل ثمانية أشخاص من أحد اضطرابات الصحة العقلية، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتضم هذه الاضطرابات تلك السلوكية ومنها هوس نتف الشعر حيث يفشل الفرد في مقاومة رغبته بنتف شعره، ما يؤثر على صحته الجسدية ورفاهيته.

ويقوم الأشخاص المصابون بهذا الهوس بسحب شعرهم بشكل قسري، وعادة ما يشمل ذلك خصلة واحدة في كل مرة ومن المكان نفسه. ويسحب المصابون بهذا الهوس الشعر من فروة الرأس والرموش والحواجب وأماكن أخرى من الجسم، بحسب موقع "كوزموبوليتان".

ويندرج هوس نتف الشعر ضمن الفئة العامة لاضطراب الوسواس القهري، لكنه يختلف عنه، بحسب موقع "كليفلاند كلينك". 

فالوسواس القهري ينطوي على الهواجس، وهي أفكار أو حوافز لا يستطيع الشخص السيطرة عليها ولا يريدها، لكن شد الشعر لا تحفزه الهواجس.  

أسباب هوس نتف الشعر

لا توجد أي أسباب مؤكدة لهذا الاضطراب، لكن بعض العوامل المشتبه بها تشمل علم الوراثة، رغم الحاجة إلى دراسات لتأكيد ذلك. فقد يرتبط حدوث هذه الحالة بطفرات معينة في الحمض النووي. 

وبحسب "كليفلاند كلينك"، غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بهوس نتف الشعر من تغييرات في مناطق معينة في أدمغتهم أو اختلافات في كيمياء الدماغ.

كما يلجأ البعض لنتف الشعر باعتباره آلية للمواجهة. فقد يبدأ بعد فترة مرهقة في حياة بعض المرضى. ويربط البعض نتف الشعر بالملل، فيما يرى آخرون أنه يصبح عادة بمرور الوقت. 

تشخيص هوس نتف الشعر

إلى ذلك، يمكن تشخيص هذا الهوس من خلال الفحص السريري، حيث يبحث الطبيب عن علامات واضحة للحالة ويطرح أسئلة بشأن تاريخ المريض الصحي وظروفه الحالية. 

يلجأ البعض لنتف الشعر القسري باعتباره آلية للمواجهة- غيتي

ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأميركية للطب النفسي، يتطلب تشخيص هوس نتف الشعر أن يستوفي الشخص خمسة معايير:

  • أن يتكرر نتف الشعر مما يسبب تساقطه.
  • أن يحاول الفرد إيقاف هذا السلوك عدة مرات. 
  • أن يشعر الفرد بأن هذا السلوك يؤثر سلبًا على حياته العملية والاجتماعية. 
  • أن لا يحدث شد الشعر أو تساقطه بسبب حالة أخرى (مثل اضطراب أو مشكلة متعلقة بالجلد).
  • أن لا يعاني الفرد من حالة صحية عقلية أخرى. 

ورغم أن هوس نتف الشعر حالة واضحة نسبيًا للتشخيص، لكن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة غالبًا ما يخفونها بسبب الخجل أو الإحراج. لذاك قد يلجأ الأطباء لاختبارات جلد معينة لتشخيص أفضل. 

حالة تصيب الأطفال والمراهقين

ويعد هوس نتف الشعر حالة شائعة بشكل خاص عند الأطفال والمراهقين. فعند الأطفال الصغار والرضع، عادةً ما يكون هذا الهوس تعبيرًا عن قلق قصير الأمد يختفي من تلقاء نفسه. ويبدأ الشكل الأكثر خطورة لهذا الهوس بين سن 10 و13 عامًا.

وفيما يحدث هذا الهوس بشكل متساو لدى الإناث والذكور من الأطفال، يفوق عدد النساء عدد الرجال البالغين الذين يعانون منه بنسبة تصل إلى 9 إلى 1.

ولا يمكن الحسم بشأن مدى شيوع هوس نتف الشعر لأن العديد من الأشخاص المصابين به لا يخبرون أطباءهم.

وبحسب موقع "ويب أم دي"، يعتقد العلماء أن 3.5% من جميع الأشخاص يتعرضون لشد الشعر في مرحلة ما من حياتهم، وقد تكون النسبة أعلى. 

علاج هوس نتف الشعر

لكن علاج هذا الاضطراب ممكنًا وغالبًا ما يتضمن مزيجًا من تقنيات العلاج السلوكي والأدوية، بحسب جمعية العلاجات السلوكية والمعرفية

وتعتبر الجمعية أن الأساليب السلوكية المعرفية هي الخط الأول لعلاج هوس نتف الشعر وقد أثبتت فعاليتها في التجارب البحثية. وعلى وجه التحديد، يتم استخدام العلاج العكسي للعادة (HRT) بالتزامن مع التحكم في التحفيز.

كما يساهم علاج القبول والالتزام (ACT) والعلاج السلوكي الجدلي (DBT) في علاج هذا الاضطراب، من خلال تسهيل قبول المشاعر السلبية والمكروهة التي تؤدي إلى نتف الشعر.  

كما أظهرت أبحاث أن بعض الأدوية المخصصة لحالات الصحة العقلية الأخرى قد تساعد في علاج هوس نتف الشعر.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة