أعلنت أحزاب سياسية لبنانية على رأسها "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، مقاطعة "الحوار الوطني" الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون.
وكان الرئيس اللبناني، دعا في كلمة متلفزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الأطراف السياسية اللبنانية إلى "حوار وطني عاجل" من دون أن يحدد موعده.
وحينها، أكد عون أن هدف الحوار هو التفاهم على ثلاث مسائل، والعمل على إقرارها، وهي اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، والإستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وخطة التعافي المالي والاقتصادي.
لكنّ رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أعلن، الجمعة، عدم مشاركته في "الحوار الوطني"، معتبرًا أن "أن أي حوار على هذا المستوى يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية".
من جهته، أعلن حزب "القوات اللبنانية" مقاطعة الحوار. وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الوزير الأسبق ريشار قيومجيان أن توقيت طرح الحوار اليوم ليس "مناسبًا"، كما أن التجارب السابقة للحوار غير مشجعة.
وأشار قيومجيان، إلى أن "العناوين العريضة المطروحة للحوار لا يمكن مناقشتها الآن، وإذا نوقشت فلن تؤدي الى أي نتيجة ونحن على أبواب انتخابات نيابية".
ومن المقرّر أن تجري الانتخابات البرلمانية اللبنانية في 15 مايو/ أيار المقبل؛ ومن المتوقع أن تحتدم المنافسة مع توسع الغضب الشعبي بسبب الانهيار الاقتصادي والمالي، وتفاقم أوضاع الفقر بدرجة كبيرة.
حوار من دون نتيجة؟
وأوضح المحلل السياسي اللبناني جوني منير، أن الدعوة للحوار جاءت إثر تأزم الوضع السياسي، وسط اعتقاد جميع الأطراف أنها لن تصل إلى نتيجة.
وأضاف منيّر، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الأطراف السياسية ترى في المسائل الثلاث التي سيتمّ بحثها في مؤتمر الحوار، واجهة لحوار من أجل الحوار لا حوارًا جديًا، ومحاولة لتعويم الموقع السياسي لرئيس الجمهورية، وتأمين الراحة لوريثه السياسي جبران باسيل، قبل الانتخابات النيابية.
وقال منير إنه من هذا المنطلق، جاءت مقاطعة تيار المستقبل" والقوات اللبنانية" للحوار، مشيرًا إلى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط "غير متحمّس كثيرًا" للأمر كما أنه لم يتخذ قرار المشاركة بعد، وهناك ترجيحات بأنه قد يعتذر رغم أن موقفه أكثر مرونة.
ورأى أن واقع طاولة الحوار لا يُمكن أن يتأّمن في ظل غياب المكوّن السنّي الأساسي.
واعتبر أن دعوة رئيس الجمهورية للحوار، تصبّ في أنه يريد أن يُظهر أنه لا يزال رئيسًا جامعًا، وأنه في الأشهر العشر الأخيرة من عهده قادر على استنهاض أو تلميع أو تحفيز قدرته باعتباره رئيسًا للجمهورية في ظل الصعوبات والمشاكل السياسية الكبيرة في لبنان.
ورأى منير أن المقاطعين لجلسة الحوار يعتبرون أن الدعوة للحوار تصبّ في إطار تعزيز دوره في الحملة الانتخابية للتيار الوطني الحر" الذي يبدو معزولًا من التحالفات تقريبًا باستثناء تحالفه مع "حزب الله"، مضيفًا أنه برفضهم المشاركة "نزعوا عن رئيس الجمهورية صفة "الرئيس الجامع"، وتصويره على أنه "في موقف ضعيف، وغير قادر على لمّ شمل اللبنانيين مرة أخرى".
كما أشار إلى أن الأطراف المقاطعة تخشى من أن حضورها للحوار سيعطي الدفع لرئيس الجمهورية وسيشجّعه على التفكير بالتمديد لنفسه لولاية رئاسية جديدة، وهو الأمر الذي سبق أن ألمح إليه رئيس الجمهورية قبل أن يتراجع عنه.