لا يزال الحراك الشعبيّ الذي شهده لبنان في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2019 يرخي بتداعياته على الواقع العام في لبنان، في ظلّ استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة، بمختلف أوجهها وأشكالها.
لكنّ هذا الحراك لا يزال أيضًا محور إنتاجاتٍ فنّية وسينمائيّة انبثقت منها، ومن بينها فيلم "أرزة تشرين" للمخرج اللبناني سليم صعب، الذي يوثّق أحداث الأشهر الأربعة الأولى من الحراك الذي شهده لبنان، وسيُعرَض في مهرجان "ليلة الأفكار" في باريس في 28 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويقّدم فيلم "أرزة تشرين" ملامح الحراك الشعبي في لبنان وبدايته العفوية، ويعطي الكلمة لنساء ورجال من مختلف الأعمار والطوائف شاركوا في الاحتجاجات. كما ينقل أساليب تعبيرهم المختلفة عن الغضب والاحتقان من الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد.
80 ساعة تصوير
ويوضح الصحافي والمخرج اللبناني سليم صعب، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "شبابيك"، أنّ الفيلم نتاج أكثر من 80 ساعة تصوير، شملت ساحات التظاهر في مختلف المناطق، من العاصمة بيروت، إلى عاصمة الشمال طرابلس، وغيرها.
ويشير إلى أنّه تعمّد تصوير المتظاهرين بطريقة عفوية، مع التركيز على مواضيع معيّنة، على غرار دور المرأة في الثورة، الذي يصفه بالمهمّ جدًا، خصوصًا في مواجهة المجتمع الذكوري، إضافة إلى دور الفنانين في الحراك، وكذلك دور الإعلام المستقل.
ويشدّد صعب على أنّ أهمية الفيلم تكمن في توثيقه لحدثٍ غير مسبوق في التاريخ اللبناني الحديث، باعتبارها كانت المرة الأولى التي يتظاهر فيها الشعب اللبناني بطريقةٍ عفويّة وبأعدادٍ كبيرة، للمطالبة بحقوقه وبالعدالة الاجتماعية ولإسقاط الطبقة السياسية الفاسدة وحكم المصرف.