هدّد النجم السينمائي العالمي شون بين أمس الأحد بتذويب جائزتي "الأوسكار" اللتان حصل عليهما في السابق، في مكان عام في حال عدم ظهور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي في الحفل، وذلك تعبيرًا عن تضامنه مع أوكرانيا عقب الهجوم الروسي عليها.
وعلى الرغم من كونها أرقى درجات التكريم السينمائي، غالبًا ما يستخدم النجوم العالميون حفل توزيع جوائز الأوسكار منبرًا لإطلاق مواقف سياسية، حتى إن بعضهم قاطعوها علنًا.
ومنذ إطلاقها عام 1929، رفض ثلاثة فنانين فقط تسلّم الجائزة، وهم الممثلان جورج سي سكوت، ومارلون براندو، وكاتب السيناريو دودلي نيكولز.
نيكولز وخيبة الأمل
يعتبر كاتب السيناريو دودلي نيكولز أول شخص رفض جائزة الأوسكار عام 1936.
وآنذاك، فاز نيكولز بالجائزة عن سيناريو فيلم "المخبر" (The Informer)، لكنه أبلغ الأكاديمية أنه لا يمكنه القبول بالجائزة وسط نزاع مستمر بين رؤساء أستوديوهات هوليوود ورابطة الكتَّاب السينمائيين.
وقال نيكولز وقتها معللًا رفضه استلام الجائزة، في رسالة نشرتها وكالة أسوشييتد برس: "بصفتي أحد مؤسسي رابطة الكتّاب، التي نشأت في ثورة ضد الأكاديمية، وولدت بسبب خيبة الأمل من الطريقة التي تعمل بها ضد المواهب العاملة، أشعر بالأسف الشديد لأنني غير قادر على قبول هذه الجائزة".
وأضاف أن "قبول الجائزة، سيكون بمثابة التخلي عن حوالي 1000 عضو من رابطة الكتّاب".
ولكن على عكس سكوت أو براندو، ذكر معهد الفيلم الأميركي أن نيكولز رضح وقبل الجائزة عام 1983.
سكوت.. موكب لحوم
عام 1971، فاز سكوت بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "باتون". لكنه أعلن قبل أشهر من الاحتفال أنه يرفض الجائزة في حال الفوز بها وأنه لن يحضر الحفل.
ووصف سكوت الحفل بأنه عبارة "موكب لحوم يستمر لمدة ساعتين، وبربري وفاسد بالفطرة". لكنّ مجلة "تايم" البريطانية ذكرت آنذاك أنه كان أكثر تهذيبًا في رسالة وجّهها إلى الأكاديمية، إذ قال إنه "سيطلب بكل احترام إزالة اسمه من بين المرشحين للفوز بالجائزة".
ورغم ذلك، فاز سكوت بالجائزة، وقبل منتج الفيلم فرانك مكارثي، الجائزة نيابة عنه، لكن موقع "IMDb" الفني أشار إلى أن مكارثي أعادها إلى الأكاديمية في اليوم التالي بناء على طلب سكوت.
وجرى ترشيح سكوت ثلاث مرات أخرى عن أدواره في فيلم "تشريح القتل" (1959)، و"المحتال" (1961) و"المستشفى" (1971).
براندو.. ومجزرة "الركبة الجريحة"
رفض النجم مارلون براندو استلام جائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد في دوره عن فيلم "العراب" (God father) عام 1973، احتجاجًا لما "تعرض له السكان الأصليون في أميركا (الهنود الحمر) من عمليات قتل وإبادة"، في إشارة إلى مجزرة "الركبة الجريحة" (Wounded Knee) في داكوتا الشمالية عام 1890.
وأرسل ممثلة وناشطة تدعى ساشين ليتلفيذر (Sacheen Littlefeather) وهي من السكان الأصليين، لحضور الحفل بدلًا منه، مع خطاب مُعد في حالة فوزه عن أدائه في "العراب".
وعند إعلان فوز براندو، صعدت ليتلفيذر المسرح، وقالت وسط صيحات الاستهجان والتصفيق من الجمهور: "أنا هنا لأمثل مارلون براندو في هذه الأمسية، وقد طلب مني أن أقول لكم إنه لن يقبل الجائزة السخية لاعتراضه على كيفية تصوير السينما والتلفزيون لسكان أميركا الأصليين في صناعة الأفلام، وتحديدًا مع الأحداث في Wounded Knee".
وذكر موقع "ذا راب" (The Wrap) الفني أن الجائزة أٌعيدت إلى الأكاديمية، قبل منحها لشارلي شابلن بديلًا عن جائزة تالفة.
وأمس الأحد، استعاد حفل جوائز الأوسكار رونقه بعد غياب بسبب جائحة كورونا، وعاد إلى "منزله" في مسرح دولبي في هوليوود بعدما أُقيم العام الماضي في محطة يونيون التاريخية.
وفاز فيلم "كودا" بجائزة أوسكار أفضل فيلم الذي أُنتج بميزانية متواضعة ويروي حياة زوجين من الصم وابنة سليمة السمع.
وصنع الممثل الأصم تروي كوتسور تاريخًا عندما أصبح أول أصم يفوز بجائزة الأوسكار باعتباره أفضل ممثل مساعد.
ونالت جين كامبيون جائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم (ذا باور أوف ذا دوج) "قوة الكلب"، لتصبح بذلك ثالث امرأة تفوز بالجائزة على مدار تاريخ الجائزة البالغ تسعة عقود.