يعلّق برنامج الغذاء العالمي المساعدات الغذائية لـ 1.7 مليون شخص في جنوب السودان، حيث تمتص الحرب في أوكرانيا التمويل وتتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بحسب صحيفة "الغارديان".
وقالت وكالة المساعدة الغذائية الطارئة التابعة للأمم المتحدة: إنها خططت لتقديم مساعدات لأكثر من 6 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جنوب السودان هذا العام، كما فعلت في عام 2021، وإن كان ذلك بحصص غذائية أصغر".
فرز إنساني
ولكن، في اقتطاع كبير شبّهته المتحدثة الرسمية "بشكل من أشكال الفرز الإنساني"، قال برنامج الأغذية العالمي إنه سيتعين عليه الآن إعطاء الأولوية لـ 4.5 مليون من الأشخاص الأكثر ضعفًا من أجل منعهم من الموت جوعًا خلال موسم العجاف، بين أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز.
وقالت مروة عوض، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في جوبا، عاصمة جنوب السودان: "كان علينا أن نقرر من نستمر في المساعدة ومن يمكننا تحمل تعليق المساعدة - ليس لأنهم ليسوا في حاجة ولكن لأنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة".
وتعبر المتحدثة عن قلقها بشأن انقطاع الدعم عن 1.7 مليون شخص. "إنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وإذا لم يتم تقديم المساعدة لدعمهم، فسوف ينزلقون أكثر على مقياس الجوع ويصلون إلى مستوى المجاعة".
وتشمل التخفيضات وجبات مدرسية مجانية لـ 178000 من أفقر الأطفال الذين يسعى آباؤهم لإخراجهم من المدارس وإلحاقهم بسوق العمل. كما أُبلغ عن حالات لزواج بعض الطفال، بحسب المتحدثة.
صراع وتحديات مناخية
ويشهد جنوب السودان، الذي حصل على استقلاله عام 2011، نوبات متكررة من الصراع، فضلاً عن تغيرات مناخية مثل الفيضانات الشديدة والجفاف.
وقد أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى تصعيد الضغط بعدة طرق. بشكل رئيسي، يتضاءل التمويل مع تسابق البلدان لتخصيص ميزانيات كبيرة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة لأوكرانيا. وقالت عوض: "لم يعد المانحون يدعمون جنوب السودان بنشاط باعتباره أزمة".
ومما زاد من تفاقم النقص في الأموال، الضغط الناجم عن ارتفاع تكاليف السلع الأساسية مثل القمح وزيت عباد الشمس، والتي أنتج معظمها تاريخيًا في أوكرانيا.
ومن الآثار غير المباشرة لارتفاع سعر القمح أنه أدى إلى تضخيم تكلفة البدائل مثل الذرة، والتي ارتفع سعرها بنسبة تصل إلى 59% في جنوب السودان.
كما زاد ارتفاع أسعار الوقود من الضغط على عمليات برنامج الأغذية العالمي في البلاد، حيث تم تعبيد أقل من 2% من الطرق. وتقدّر الوكالة أنها تحتاج إلى 2.8 مليون دولار إضافية فقط لتغطية تكاليف نقل الطعام.
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى مبلغ إضافي قدره 426 مليون دولار لإعادة برنامجه الكامل المخصص للمساعدة الغذائية للأشهر الستة المقبلة.
وحذر أحدث تقييم لمراحل الأمن الغذائي المتكامل من أن 7.74 مليون شخص في جنوب السودان سيواجهون جوعًا حادًا، بينما سيعاني 1.3 مليون طفل من سوء التغذية الحاد.