الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أزمة بيلاروسيا وأوروبا.. هل سيبقى المهاجرون ضحية للحرب السياسية؟

أزمة بيلاروسيا وأوروبا.. هل سيبقى المهاجرون ضحية للحرب السياسية؟

شارك القصة

تتصاعد أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية، ويتهم الأوروبيون موسكو بافتعال الموجة ويدعمون بولندا التي تتمسك بقرارها بصد "اختراق" حدودها.

تأخذ أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية منحًى تصاعديًا، رغم الاتصال بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين.

ولم يُسجل التصعيد باستخدام القوات البولندبة لخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع فحسب، بل أيضًا من خلال اتهامات الحكومة الفرنسية لبيلاروسيا بتدبير "مسرحية مروعة" عند الحدود مع بولندا، حسب قولها.

مواجهة بين الغرب وروسيا

ولا مكان للاجئ ضمن تصفية الحسابات السياسية، حيث يبدو اللاجئون عالقين في مساحة حروب غيرهم. وتعتبر بولندا أن ما يحدث "هجوم واختراق لحدودها ستصده بأي كلفة".

هي مواجهة غير مباشرة بين روسيا والغرب. يتهم الأوروبيون موسكو بافتعال الموجة الفارة من بؤسها أملًا في الحلم الأوروبي، وتتمسك بولندا بقرارها السياسي ويدعمها فيه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وكان بوتين قد حذّر من أن تقوم بيلاروسيا بوقف إمداد الغاز الروسي إلى أوروبا. ويتوعد مفاوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتوسيع إطار العقوبات على مسؤوليين ومؤسسات في بيلاروسيا بالاتفاق مع وزراء الخارجية الأوروبيين.

وكذلك تنسق أميركا مع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس البيلاروسي ردًا على الاستغلال غير الإنساني لطالبي اللجوء وفق واشنطن.

ويحمل آلاف اللاجئين زادهم على ظهورهم في رحلتهم خارج القانون في نظر الغرب، لحرب يتهم كل طرف الآخر بإشعال شرارتها.

 صراع إرادات

في هذا السياق، يشير الباحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس رامي الخليفة العلي إلى أن قضية اللاجئين تأتي ضمن سلسلة من القضايا العالقة بين روسيا والغرب.

ويقول في حديث إلى "العربي" من باريس: "أعتقد أن هناك صراع إرادات نشهده على امتداد الفترة الماضية، عبر التحشيد الروسي على الحدود الأوكرانية والمناورات التي أجراها حلف شمالي الأطلسي في البحر الأسود، إضافة إلى نصب روسيا لصواريخ قريبة من الحدود البولندية".

ويعتبر العلي أن الأوروبيين "يعتبرون بيلاروسيا تابعة للكرملين الروسي".

وتقع المسؤولية على الاتحاد الأوروبي في أزمات اللجوء، بحسب العلي. ويشير إلى أن الاتحاد الأوروبي انتهج طريقتين للتعاطي مع موجات اللجوء، "الأولى عبر بناء الأسوار وتأمين الحدود، والثانية عبر الاتفاق مع الدول الأخرى لحماية الحدود الأوروبية".

بيلاروسيا دولة مستقلة  

من جهته، يعتبر الدبلوماسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف أن "وجهة النظر الأوروبية التي تحمّل روسيا مسؤولية موجة الهجرة عبر بيلاروسيا موقف خاطئ تمامًا".

ويقول، في حديث إلى "العربي" من موسكو: "علينا أن نسأل أنفسنا من هو الطرف المستفيد من هذه الأزمة، فالعقوبات والتوتر ليست لمصلحة روسيا وبيلاروسيا".

كما يشير إلى أن غالبية اللاجئين هم من العراق، "فيما لا تُسير رحلات جوية بين بغداد والعاصمة البيلاروسية، بل طائرات تركية فقط".

وينفي أي تهديدات روسية للاتحاد الأوروبي، بل يؤكد أن "بيلاروسيا اتخذت خطوات إيجابية تجاه الأزمة وقدمت المساعدات الإنسانية لللاجئين، كما سمحت بحضور الإعلاميين لتصوير الوقائع وهو ما لم تفعله بولندا".

مسؤولية مشتركة

ويلفت الباحث المتخصص في شؤون الهجرة محمد الكاشف إلى أن الأزمة القائمة على الحدود البيلاروسية والبولندية سياسية بامتياز.

ويقول، في حديث إلى "العربي" من بروكسل:" يجب أن نتذكر الخلفية الواقعية لوصول تلك الموجات إلى بيلاروسيا، فهم لم يصلوا فجأة بل تم جلبهم بطريقة أو بأخرى".

كما يحمل الكاشف مسؤولية خنق واحتجاز اللاجئين على الحدود البولندية البيلاروسية للاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا على حد سواء.

ويعتبر أن السلطات البولندية لا تتخذ أي خطوة بمفردها، بل في إطار الاتحاد الأوروبي. ويرى ألا قرار سياسي لاستقبال اللاجئين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close