طلبت الصين من شركات السكك الحديدية والسلطات المحلية الإسراع بتأمين إمدادات الفحم الحيوية للمرافق، حيث يعاني ثاني أكبر اقتصاد في العالم من انقطاع الكهرباء ما أدى إلى شل الإنتاج الصناعي في مناطق رئيسة، بحسب صحيفة "الغارديان".
ويُعتقد أن ما يصل إلى 20 مقاطعة تعاني من الأزمة إلى حد ما، مع إغلاق المصانع مؤقتًا أو العمل لساعات قصيرة. وتُرك أصحاب المحال التجارية لإضاءة متاجرهم بالشموع. كما وردت تقارير عن تعطل شبكات الهاتف المحمول بعد انقطاع دام ثلاثة أيام في ثلاث مقاطعات شمال شرقي البلاد.
الأزمة دخلت أسبوعها الثاني
ويأتي القلق المتزايد بين السكان من أزمة الطاقة، التي دخلت أسبوعها الثاني الآن، حيث حث مخطط الدولة الصيني، اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح "أن دي آر سي"، رسميًا المخططين الاقتصاديين المحليين وإدارات الطاقة وشركات السكك الحديدية على تعزيز نقل الفحم لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء.
وتعد الصين أكبر مستهلك في العالم للطاقة التي تعمل بالفحم. وقالت اللجنة: "إن كل شركة سكك حديدية يجب أن تعزز نقل الفحم إلى محطات الطاقة (المرافق) مع مخزون أقل من سبعة أيام وإطلاق آلية الإمداد في حالات الطوارئ في الوقت المناسب".
ووفقًا لصحيفة "سوث شينا مورننغ بوست" التي نقلت عن تحليل أجرته "سينولينك سيكيوريتز"، فإن مخزون الفحم المستخدم لتوليد الكهرباء، التي تحتفظ به أكبر ست مجموعات لتوليد الطاقة في البلاد، وصلت إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 11.31 مليون طن فقط اعتبارًا من 21 سبتمبر/ أيلول، بما يكفي لإنتاج الطاقة لمدة 15 يومًا.
ودفعت عدة عوامل متداخلة ومعقدة بأزمة الطاقة التي عصفت في اقتصاد يعتمد على الفحم بنسبة 56%.
Northeast China's Shenyang, capital of Liaoning Province has been through a sudden and unexpected power curb. Meanwhile, dozens of provinces across the country are also facing power curb due to govt's pursuit to cut carbon emission even though the supply for coal remain adequate. pic.twitter.com/cX2h0x6s8Q
— Source Beijing (@SourceBeijing) September 26, 2021
وفي محاولة لخفض انبعاثاتها لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060، تخلف الاقتصاد الصيني في تحسين كفاءة الطاقة حتى مع تباطؤ إنتاج الفحم بسبب اللوائح الجديدة.
ما علاقة كوفيد؟
كما أسهم انتعاش الطلب على السلع من المصانع الصينية مع إعادة فتح العالم بعد جائحة كوفيد-19 بجعل إنتاج الفحم غير قادر على مواكبة الطلب على الطاقة من المصانع.
ومع وصول أسعار الفحم الحراري في الصين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 212.92 دولارًا للطن في وقت سابق من اليوم الأربعاء، فقد أدت الأسعار المرتفعة إلى مزيد من الضغط على مرافق الطاقة غير القادرة على تعويض تكاليف الوقود الإضافية.
تقنين قاس
وكانت المشاكل أكثر حدة في المقاطعات الشمالية الشرقية الثلاثة وهي لياونينغ وجيلين وهيلونغجيانغ مع السلطات المحلية في شنيانغ، عاصمة مقاطعة لياونينغ، محذرين من "انهيار الشبكة بالكامل" إذا لم يتم تقنين الكهرباء.
وسعى المسؤولون هذا الأسبوع مرارًا وتكرارًا لطمأنة الناس بأنه ستكون هناك طاقة للاستخدام المنزلي والتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء. لكن منذ الأسبوع الماضي، تم تطبيق تقنين الكهرباء خلال ساعات الذروة في أجزاء كثيرة من شمال شرق الصين، حيث أظهرت تقارير إخبارية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي انقطاع إشارات المرور وشبكات اتصالات الجيل الثالث في المنطقة.
وأفادت وكالة أنباء بلومبرغ اليوم الأربعاء نقلًا عن مصادر لم تحددها أن الصين تدرس رفع أسعار الطاقة الصناعية لتخفيف أزمة الإمداد. وتستمر القيود أيضًا في التأثير على الصناعات الثقيلة، مثل إنتاج المعادن والمصنعين.