أعلن الأمين العام لجمعية المصارف اللبنانية فادي خلف، أن أرقام القطاع المصرفي في لبنان تؤكد عدم وجود سيولة كافية لدى المصارف العاملة في البلاد.
وتعاني البنوك العاملة في السوق المحلية، من تراجع وفرة السيولة منذ نهاية 2019 ناجم عن انهيار أسعار الصرف وإخراج أموال من البلاد وسحوبات كبيرة من جانب المواطنين.
"لا سيولة لدى المصارف"
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن خلف قوله، الأربعاء، إن لا سيولة لدى المصارف "أكان من ناحية ودائعها بالدولار لدى مصرف لبنان، وهي غير قابلة للسحب نقدًا أو التحويل إلى الخارج، أم من ناحية أرصدتها السلبية لدى المصارف الأجنبية".
وقال خلف: "بلغت ودائع المصارف لدى مصرف لبنان ما يقارب 86.6 مليار دولار في منتصف فبراير/ شباط الماضي، بحسب ميزانية مصرف لبنان".
إلا أن مصرف لبنان يضع قيودًا كبيرة على تحويل الأموال للبنوك إلا بالحد الأدنى، في وقت تراجعت فيه ثقة الشارع المحلي بالجهاز المصرفي.
مليونا شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في #لبنان وسط تدهور مستمر للأوضاع الاقتصادية تقرير: علي الرواشدة pic.twitter.com/2GXzgNgcCL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 27, 2023
والأسبوع الماضي، تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء 90 ألف ليرة قبل أن يتراجع إلى نحو 80 ألفًا، بينما يبلغ سعر الصرف على منصة صيرفة التابعة لمصرف لبنان 70 ألف ليرة.
والجمعة، قرّرت المصارف اللبنانية الاستمرار في العمل أسبوعًا آخر، مما أرجأ استئناف الإضراب الذي بدأته الشهر الماضي احتجاجًا على دعاوى قضائية وتحقيقات قانونية.
وأوضحت جمعية مصارف لبنان في بيان، أنها قررت "تمديد تعليق إضرابها حتى تاريخ 10 مارس/ آذار 2023 مساء لتسهيل عمل المؤسسات والأفراد وإعادة تقييم ما قد يستجد من تطورات بشأن تنفيذ مطالبها".
وأغلقت المصارف أبوابها لأول مرة في السابع من الشهر الماضي، للاحتجاج على الإجراءات القانونية المتصاعدة التي تواجهها منذ أن بدأ الاقتصاد اللبناني في الانهيار قبل أكثر من ثلاث سنوات.
ويعاني لبنان من مشكلة تعدد أسعار الصرف، فالسعر الرسمي يبلغ 15 ألف ليرة، والجمركي 45 ألف ليرة، وسعر دولار منصة "صيرفة" يبلغ 70 ألف ليرة.
ومنذ صيف العام 2019، يشهد لبنان انهيارًا اقتصاديًا خسرت خلاله الليرة قرابة 95% من قيمتها أمام الدولار.
وتعد الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان، وتترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن حياة السكان.