يعاني أشخاص كثر من التلعثم، وهو اضطراب في النطق قد يرافق الإنسان مدى العمر. وتؤكد الدكتورة سامية جبري، الاختصاصية في علم النفس التربوي، وجود أسباب نفسية وعضوية لهذه المشكلة.
وترتبط الأسباب النفسية بتعرض الطفل لموقف سيء أو لصدمة تؤثر عليه، وفق جبري. كما تلفت الاختصاصية إلى التعنيف الأسري الذي يسبب للطفل مشكلة التلعثم أو التأتأة. كذلك يسبب القلق الشديد وتوتر الطفل أمام أقرانه أثناء محاولته الكلام؛ التلعثم نتيجة عدم الثقة بالنفس.
ويؤثر التنمر بشكل سلبي على من يعاني من التلعثم، ما يدفعه باتجاه كره نفسه والابتعاد عن الناس وتجنب مخالطتهم. وتلفت جبري إلى أن ذلك يحدث نتيجة شعور الفرد بأنه أقل من بقية الأشخاص. فيتجنب الحديث أمام الناس والمشاركة في الحوارات.
ويبدأ الحل بتحديد الأهل لسبب التلعثم، وفق جبري. ولهذا الهدف يجب عرض حالة الطفل على اختصاصي نطق. من ثم يحدد الاختصاصي ما إن كانت المشكلة عضوية، مرتبطة بعضلة في الحنك، أم نفسية. وبعد تحديد السبب إما أن يكمل الطفل علاجه عند اختصاصي نطق، أو يلجأ إلى اختصاصي نفسي.
وتنصح جبري الأهل بتقبل المشكلة التي يعاني منها الطفل. وتحذر من أن بعض الأهل ينبذون الطفل ويجعلونه يتجنب الناس. وهو ما يزيد مشكلته سوءًا. وهنا تنصح الاختصاصية الأهل بإشعار الطفل بأنه شخص طبيعي وبعدم محاولة إبعاده عن الناس. وتنبه إلى أن عامل الثقة أساسي لمعالجة المشكلة.
وفي حين قد يواجه الكبار أيضاً مشكلة في النطق والتلعثم، ترى جبري أن الكبار قادرون على تقبل النفس أكثر من الصغار. وتقول إنه كلما زاد تقبل النفس تمكن الشخص من التعامل مع المواقف بشكل عادي وطبيعي. وتشير حتى إلى قدرة الفرد على تخطي السخرية منه في حال وثق من نفسه، بينما لا يمكنه تخطي ذلك في حال لم يتقبل ذاته.