نقل مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة عن صحيفة "هآرتس"، أن أستراليا استدعت السفير الإسرائيلي لديها على خلفية استهداف قافلة مساعدات المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" في قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما تتوالى ردود الأفعال الإقليمية والدولية التي تشجب القصف الإسرائيلي الذي استهدف أمس الإثنين مركبة المنظمة، التي تعمل على إدخال شحنات من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأسفر عن مقتل 7 من موظفيها.
والموظفون الذين قتلهم القصف الإسرائيلي أجانب ويحملون جنسيات: أسترالية، وبولندية، وبريطانية، وأيرلندية، إضافة إلى كندي وآخر أميركي، مع مرافق فلسطيني.
إسرائيل "تحقق"
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة" ستتولى التحقيق في الحادث الذي وقع في شارع البحر غربي دير البلح.
وذكر في بيان أنه بدأ "تحقيقًا متعمقًا في الحادث من خلال أعلى الرتب في الجيش، من أجل فهم جميع ملابساته".
وادعى بأنه "يبذل جهودًا كبيرة لتمكين المرور الآمن للمساعدات الإنسانية"، وبأن قواته "تعمل بالتعاون والتنسيق الكامل مع منظمة المطبخ المركزي العالمي من أجل دعم جهودها لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة".
لكن عمال الإغاثة المستهدفين كانوا عائدين في مركبة تابعة لهم إلى مقر إقامتهم في رفح، بعد مهمة تفقّد حمولة سفينة مساعدات إنسانية، وفق تأكيد مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي خوسيه أندريس.
إسرائيل تصور نفسها ضحية
في هذا السياق، يلفت مراسلنا من القدس إلى أن مصدرًا أمنيًا إسرائيليًا وصف لإذاعة الجيش الإسرائيلي ما حدث الليلة الماضية بقطاع غزة بأنه "أسوأ ما تعرضت له إسرائيل" منذ بداية هذه الحرب.
ويشرح دراوشة: "لقد استخدم المصدر عبارة ما تعرضت له إسرائيل.. حتى في هذا الاستهداف تصور إسرائيل نفسها على أنها الضحية، بحيث لم يقل المسؤول الأمني الإسرائيلي أسوأ خطأ ارتكبناه.. بل استخدم مصطلحًا يصور الاحتلال على أنه الضحية".
ويتحسب الاحتلال الإسرائيلي لردود الأفعال الدولية خلال الفترة المقبلة وفق دراوشة، حيث أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اتصالًا هاتفيًا مع القيادة المركزية في الجيش الأميركي من أجل بحث الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة على خلفية هذا الهجوم.
ويأتي الهجوم على "وورلد سنترال كيتشن" في خضم نقاش بين إسرائيل من جهة والولايات المتحدة والدول الغربية عمومًا من جهة ثانية، حول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
ودعت واشنطن اليوم تل أبيب إلى التحقيق في استهداف موظفي منظمة المطبخ المركزي، حيث أعربت متحدثة مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون على "إكس" عن "حزنها الشديد" لمقتل الموظفين في المنظمة التي مقرها الولايات المتحدة.
وقالت: "يجب حماية موظفي المساعدات الإنسانية، ينبغي حمايتهم أثناء توزيعهم المساعدات، ونحث إسرائيل على التحقيق في الحادث".
ردود الفعل
وفي إطار ردود الفعل على الهجوم على قافلة المطبخ العالمي، عبّرت وزارة الخارجية البولندية عن تعازيها لعائلة متطوع بولندي من بين ضحايا الهجوم الذين قتلتهم إسرائيل أثناء عملهم على تقديم المساعدات في غزة.
فقد قالت الوزارة في منشور على منصة "إكس": "نتقدم بأحر التعازي لعائلة المتطوع الذي كان يقدم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأضافت الخارجية: "بولندا تعترض على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني".
وفي منشور عبر حسابها على "تليغرام"، أدانت حركة حماس "بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال الصهيوني للعاملين في شركة المطبخ المركزي العالمي".
وقالت إن "هذه الجريمة تؤكّد مجددًا أن الاحتلال لا زال يصرّ على سياسة القتل الممنهج ضد المدنيين العزّل وضد فرق الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية".
أما ملك الأردن عبد الله الثاني، فعلّق على مقتل موظفي "المطبخ العالمي" بالقصف الإسرائيلي، مشدّدًا على ضرورة "حماية المنظمات الإنسانية في غزة وتمكينها من إيصال المساعدات الحيوية".
كما أدانت مصر مقتل عمال الإغاثة، مؤكدةً "رفضها القاطع لاستمرار إسرائيل باستهداف المنظمات العاملة في المجال الإنساني".
بدوره، كتب مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، على "إكس": "غاضبون من مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي أثناء محاولتهم إطعام الجائعين في غزة، لا يمكن الدفاع عن تصرفات من يقفون وراء ذلك".