بعد يوم من استنكار وزارة الصحة الأوكرانية لقصف روسيا المستشفيات، عاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، واتهم موسكو بشن غارة جوية على مستشفى بمدينة ماريوبول بجنوب أوكرانيا، والتي قال إنهم أطفال صاروا ضمن أناس "تحت الأنقاض" بسببها.
وأكد مجلس مدينة ماريوبول، أن المستشفى دُمّر تمامًا، من دون تقدير عدد الضحايا، واكتفى بالإشارة إلى أن حجم الدمار كان هائلًا، بعدما أسقطت "قوات الاحتلال الروسي عدة قنابل على مستشفى الأطفال".
"العديد من الأطفال تحت أنقاضه".. اتهامات لـ #روسيا بقصف مستشفى الأطفال في ماريوبول المحاصرة #أوكرانيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/WHCavWBsHH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 9, 2022
خروج 61 مستشفى عن الخدمة
وجاء الهجوم الجديد على المستشفى بعد يوم من إحصاء خروج 61 مستشفى في أوكرانيا عن العمل بسبب هجمات القوات الروسية، وفق ما وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو، أمس الثلاثاء، في تصريح تلفزيوني.
ووفقًا لما أفاد به اليوم الأربعاء، مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإنه تحقق من بلوغ عدد الضحايا من المدنيين 1424 منذ بدء الهجوم على أوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، وذلك بتسجيل 516 قتيلًا و908 مصابين، لكنه يعتقد أن الأرقام الحقيقية "أعلى بكثير".
وارتفع عدد الضحايا من المدنيين من 1335 كان قد رصدها حتى أمس الثلاثاء، والذين كان منهم 474 مدنيًا قتلوا و861 أصيبوا، منذ بدء الهجوم.
وأوضح المكتب، أن سقوط معظم الضحايا المدنيين نجم عن متفجرات بما شمل القصف والضربات الصاروخية والجوية.
وأضاف أن الأرقام المحدثة للضحايا من مناطق فولنوفاكا وماريوبول وإيزيوم ما زالت قيد التحقق وسط مزاعم بسقوط مئات الضحايا المدنيين.
وسبق ذلك تأكيد منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الثلاثاء، أن القوات الروسية انتهكت التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بعدم شن هجمات عشوائية، أو غير متكافئة تضر بالمدنيين في أوكرانيا.
وتتواصل العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو في 24 فبراير/ شباط في أوكرانيا، وما هي إلا ساعات وتدخل أسبوعها الثالث.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد تحدث الأحد، عن "تقارير موثوقة للغاية" تشير إلى ارتكاب روسيا جرائم حرب في هجومها على أوكرانيا"، وقال: "اطلعنا على تقارير موثوقة للغاية عن هجمات متعمدة على مدنيين ترقى إلى جرائم حرب".
تقدم على الصعيد الإنساني
وقد تحقق تقدم وحيد على الصعيد الإنساني، بعد اتفاق كييف وموسكو صباح الأربعاء على وقف لإطلاق النار حول سلسلة من الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين، حيث تجاوز عدد الفارين من القتال في أوكرانيا، والذين لجأوا إلى الخارج عتبة المليونَي شخص، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقًا لآخر إحصاءات للأمم المتحدة أمس الثلاثاء.
وأمام استفحال الهجوم الروسي، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، الدول الغربية على اتخاذ "قرار بأسرع وقت" بشأن إرسال مقاتلات ميغ-29، وضعتها بولندا في التصرف لمساعدة أوكرانيا على مواجهة الهجوم الروسي.
ورفضت واشنطن العرض البولندي، وعقب ذلك توجهت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم الأربعاء، إلى بولندا حيث ستبحث كيفية تقديم "مساعدة عسكرية" لـ كييف.