خلصت دراسة علمية حديثة نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن طريقة فرعونية قديمة في إجراء عملية جراحية في الدماغ قد تنقذ آلاف المرضى سنويًا بصورة أفضل من الأدوية الحديثة.
وتقوم الطريقة الفرعونية على إحداث ثقب في الجمجمة لتقليص حجم الأورام الموجودة فيها، وبالتالي التخلص من الضغط الموجود على الدماغ.
وبينت الدراسة أن المرضى الذين يخضعون لهذه العملية الجراحية التي تسمى "قطع القحف المخفف للضغط"، لديهم الفرصة للبقاء أكثر على قيد الحياة بمقدار الخمس مقارنة بأولئك الذين اعتمدوا على الأدوية فقط.
ويدخل المستشفيات البريطانية سنويًا نحو 160 ألف شخص نتيجة إصابات في الدماغ غالبًا بسبب الاصطدام والسقوط، فتتجمع السوائل داخل الجمجمة مما يؤدي إلى حدوث ضغط يمكن أن يحد من تدفق الدم، ما يؤدي بدوره إلى انتشار الموت بين خلايا الدماغ، وعليه يفقد الإنسان الذاكرة ويصيبه الشلل وربما يفقد حياته.
الجراحة الفرعونية للدماغ
وفي هذا الإطار، أوضح الاختصاصي في جراحة الدماغ والأعصاب الطبيب لؤي حلالشة، أن تورمًا للدماغ يحدث في حالات سقوط الإنسان، مما يزيد الضغط على الدماغ وتقلل عملية التروية الدماغية، مما يؤدي إلى حالات مشابهة للجلطات، ويمكن أن تودي بحياة الإنسان.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، شرح حلالشة طريقة إجراء العملية في الوقت الراهن، التي تبدأ بفتح فروة الرأس، ومن ثم فتح الجمجمة بقدر معين، لافتًا إلى أن الحضارة الفرعونية كان تجري فتحات تتراوح بين 1 سم إلى 10 سم لتخفيف الضغط على الدماغ وإجراء عمليات تفريغ النزيف الدموي على الدماغ.
وأضاف أن الطب الحديث يستخدم في البداية العلاج الدوائي لأي مريض يتعرض للسقوط، وفي حالة عدم استجابة الضغط الدماغي للعلاج، يكون الأطباء أمام خيارين إما الجراحة أو البقاء على الأدوية، مشيرًا إلى أن الخيار الأفضل لمعالجة هذه الحالة هو الجراحة، من خلال فتح قدر كبير من الجمجمة لا يقل عن 12 سم لتخفيف الضغط.
ولفت حلالشة إلى أن من الجوانب السلبية لهذه الجراحة، هو بقاء الجمجمة مفتوحة لفترة زمنية طويلة من 3 إلى 6 أشهر، ما يترتب عليه الكثير من المشاكل، حيث إن أي إصابة على الرأس تأتي مباشرة على الدماغ بالإضافة إلى مشكلات أخرى كالالتهابات التي تحدث حول وفي داخل الدماغ، ما تسبب له عدة مشاكل قد تؤدي به إلى الوفاة.
ولفت إلى أن الحضارة الفرعونية في ذلك الوقت، كان لديها مستوى عال من النظافة والتعقيم وهو ما ظهر جليًا من خلال الجماجم البشرية التي أجريت عليها هذه العمليات، حيث تبين أنه كانت تتم معالجة الالتهاب وتنظيفه أثناء العملية، بحيث كانت نسبة الالتهابات قليلة جدًا مقارنة بباقي الحضارات والطب في فترات القرن الـ18 والـ19 عشر.