اجتاز 86 مهاجرًا قادمين من المغرب، اليوم الثلاثاء، السياج الحدودي لجيب مليلة، وذلك بعد أن تمكّن ما لا يقلّ عن خمسة آلاف مهاجر بينهم ألف قاصر أمس الإثنين من الوصول إلى جيب سبتة انطلاقًا من المغرب المجاور سواء سباحة أو سيرًا، وفق ما أفادت السلطات الإسبانية التي لفتت إلى "عدد قياسي" في يوم واحد.
وقالت الشرطة الإسبانية في مليلة في بيان: "أكثر من 300 شخص" يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء حاولوا اجتياز السياج الثلاثاء "قرابة الساعة 4,45" (2,45 ت غ)، ونجح "85 رجلًا وامرأة" منهم بالدخول.
عدد غير مسبوق
ومنذ ساعات الصباح الأولى وحتى وقت متأخر ليل الإثنين الثلاثاء، سُجّل وصول عدد متنامٍ من المهاجرين إلى الجيب الواقع شمال غرب المغرب بعدما غادروا الشواطئ المغربية التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات جنوب سبتة، بحسب ما قال متحدث باسم شرطة سبتة، مؤكّدًا أنّ هذا العدد غير مسبوق.
وفي وقت سابق الإثنين، تحدّث المصدر نفسه عن وصول ألف مهاجر بينهم 300 قاصر في عدد وصفه أيضًا بأنه غير مسبوق. وكان بين هؤلاء المهاجرين، شباب وكذلك أطفال ونساء جاؤوا عن طريق البحر باستخدام عوامات مطاطية أو قوارب مطاطية في بعض الأحيان، فيما وصل آخرون سيرًا. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية حشودًا معظمهم من الشباب يسبحون حتى الشاطئ.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية في بيان مساء أمس الإثنين، "التعزيز الفوري لطاقم الحرس المدني والشرطة الوطنية في المنطقة" بـ200 عنصر إضافي.
More than 5.000 people crossed into #Ceuta yesterday, including 1.500minors. they often only had they swimming suits on them seizing the opportunity left by Moroccan authorities. Spanish army is now being deployed to try and stop the mass arrivals.#Morocco #WesternSahara pic.twitter.com/Kz1r5DsZPB
— Bruno Boelpaep (@BrunoBoelpaep) May 18, 2021
جذور الهجرة "دبلوماسية"
وقال رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان ومقره في الفنيدق على بعد بضعة كيلومترات من سبتة، محمد بن عيسى: "إنّ هذه الموجة الجديدة من الهجرة تتعلق بشكل رئيسي "بالقصّر، ولكن أيضًا بالعائلات، وجميعهم مغاربة". ورأى أنّ ذلك "يمكن" أن يكون "متّصلًا بالأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا".
وفي نهاية أبريل/ نيسان، حاول حوالي مئة مهاجر العبور سباحة إلى سبتة من المغرب في عطلة نهاية الأسبوع، ضمن مجموعات تضم من 20 إلى 30 شخصًا. ثم أعيد معظمهم إلى المغرب.
ويأتي عبور المهاجرين من المغرب إلى سبتة في سياق توتر دبلوماسي بين مدريد والرباط.
وكانت الرباط، الحليف الرئيسي لمدريد، في مكافحة الهجرة غير الشرعية، قد استدعت، في نهاية أبريل/ نيسان، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن "سخطها" بسبب استضافة بلاده إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية، لتلقّي العلاج على أراضيها.
والصراع في الصحراء قائم منذ 45 عامًا بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، وتصنف الأمم المتحدة المستعمرة الإسبانية السابقة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في ظل عدم وجود تسوية نهائية. وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير بينما تقترح الرباط منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها.
🚨🇲🇦🇪🇦- Live from the crossing of the Spanish occupied city of Ceuta. @vox_es claims 10,000 refugees have entered. Ceuta has 84,000 inhabitants. Record migratory crisis following Spain's decision to secretly receive the Polisario leader. #RoadToSpain #RefugeesAreWelcomeInCeuta pic.twitter.com/wECjQqpjAo
— Moorish Movement EN ۞ (@MoorishMovEN) May 18, 2021
ويحاول مهاجرون قادمون من المغرب ومن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من حين لآخر العبور إلى جيبي سبتة ومليلية شمال المملكة بحثًا عن حياة أفضل، عبر تسلق السياج الحديدي المحيط بهما.