اشترط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أن يرفع الغرب كلّ القيود التي فرضها على تصدير الحبوب الروسية، لكي تسهّل موسكو تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة حاليًا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، على مشروع قرار يُصادق على انضمام كلّ من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبعد أن حصل على تأييد لجنة الشؤون الخارجية (شبة إجماع)، يُتوقّع أن يُحال مشروع القرار في الأسابيع المقبلة إلى الهيئة العامة لمجلس الشيوخ، حيث يُفترض أن تتم الموافقة عليه بأغلبية كبيرة.
ويتعيّن على الدول الـ30 المنضوية في الحلف الأطلسي أن تُصادق على انضمام الدولتين الاسكندينافيتين إلى التحالف، ليُصبح الانضمام ناجزًا.
وتأتي هذه الخطوة الأولى، غداة تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددًا بـ"تجميد" عملية انضمام البلدين إلى الحلف، إذا لم يلتزما ببنود اتفاق أبرماه مع بلاده على هامش القمة الأطلسية في مدريد في نهاية يونيو/حزيران الماضي.
شرط بوتين
وخلال مؤتمر صحافي أعقب قمّة ثلاثية جمعته مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان في طهران، قال بوتين: "سنعمل على تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، لكننا ننطلق من فكرة أنه سيتمّ رفع كل القيود المتعلقة بالنقل الجوي لصادرات الحبوب الروسية".
وأضاف "لقد اتّفقنا منذ البداية على هذه النقطة مع المنظّمات الدولية. لكن لا أحد أخذ على عاتقه الوصول بهذه المسألة برمتها إلى خواتيمها، بمن فيهم شركاؤنا الأميركيون".
وأكد الرئيس الروسي أنّ "الأميركيين رفعوا عمليًا القيود التي كانت مفروضة على تصدير الأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية"، مضيفًا أنه "إذا كانوا يُريدون بصدق تحسين الوضع في أسواق الغذاء العالمية، فآمل أن يحصل الأمر نفسه مع صادرات الحبوب الروسية".
وكان بوتين أعلن في وقت سابق الثلاثاء إحراز تقدّم في المحادثات حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وشكر نظيره التركي رجب طيب أردوغان على "الوساطة" التي يقوم بها في هذا الملف.
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ "وثيقة نهائية" ستصبح جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا.
مأزق الغاز
وحول تصدير الغاز، أكد بوتين أن شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" ستفي بـ"كامل" التزاماتها تجاه عملائها، في وقت خفّضت فيه إمداداتها إلى أوروبا في خضم الحرب في أوكرانيا.
وأضاف أن الأوروبيين يحاولون تحميل روسيا و"غازبروم" المسؤولية عن كل الأخطاء التي يرتكبونها، مشيرًا إلى أنهم راهنوا على "مصادر طاقة غير تقليدية"، كما وقعوا في مأزق لأنهم فرضوا عقوبات على موسكو و"أغلقوا" قنوات كانت تستخدم لإيصال المحروقات الروسية إلى أراضيهم.
وفي الأسابيع الأخيرة، خفّضت غازبروم شحنات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم" بنسبة 60%، بسبب ما قالت إنه قوة قاهرة"، تتمثّل في إصلاح "توربين" أرسلته شركة "سيمنز" الألمانية إلى كندا للصيانة.
بوتين: أوكرانيا لم تنفذ اتفاق السلام الأولي
واليوم الأربعاء، اعتبر بوتين أن موسكو لا ترى أي رغبة من جانب أوكرانيا للوفاء بشروط ما وصفه باتفاق سلام أولي أُبرم في مارس/ آذار.
وأشار للصحفيين في تصريحات تلفزيونية إلى أن السعودية والإمارات تعرضان الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
وجرت مفاوضات في مارس/ آذار قدم خلالها كلا الجانبين مقترحات ولكن دون تحقيق انفراجة. في ذلك الوقت، قال زيلينسكي إنه لا يمكن الوثوق إلا بنتيجة ملموسة من المحادثات.
من جهة أخرى، اتهم البيت الأبيض موسكو بـ"السعي لضمّ أراضٍ أوكرانية" سيطرت عليها في الأشهر الأخيرة، مؤكدًا أن موسكو تستخدم "الطريقة" نفسها التي استخدمتها عندما ضمّت شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: "الحكومة الروسية لديها خطط مفصلة لضم عدد من المناطق في أوكرانيا، بما في ذلك خيرسون وزابوروجيا وكل مناطق دونيتسك ولوغانسك".
وأضاف أن السلطات "غير الشرعية" التي فرضتها موسكو في هذه المناطق "ستنظّم استفتاءات مزيفة بشأن إعادة الاتحاد مع روسيا ربما في سبتمبر/ أيلول خلال الانتخابات المحلية الروسية".
وأكّد كيربي أن روسيا تعمل أيضًا على إنشاء مصارف روسية في هذه المناطق لتعميم استخدام الروبل فيها، و"تُجبر السكان على التقدم بطلبات للحصول على الجنسية الروسية"، و"تفرض اتباعها في الأجهزة الأمنية"، وفي الوقت عينه "تخرّب الإنترنت المدني".