الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ألمانيا.. اليمين المتطرف تحت رقابة الشرطة

ألمانيا.. اليمين المتطرف تحت رقابة الشرطة

شارك القصة

ميركل
تدرس حكومة ميركل تقريراً كبيراً حول قانونية وضع تنظيم البديل تحت رقابة الشرطة (غيتي)
تدرس حكومة أنغيلا ميركل عن كثب تقريرا يقع في ألف صفحة لأجهزة الاستخبارات للتأكد من أن مثل اجراء وضع تنظيم البديل من أجل ألمانيا تحت رقابة الشرطة هي خطوة قانونية

يقرر مكتب حماية الدستور، الاستخبارات الداخلية الألمانية، قريبا ما إذا كان سيضع تنظيم "البديل من أجل ألمانيا" تحت رقابة الشرطة. يشير هذا إلى تراكم الصعوبات بالنسبة لليمين المتطرف الألماني حيث يسجل تراجعا في نسب التأييد له في استطلاعات الرأي قبل ثمانية أشهر من الانتخابات، كما يواجه حزب البديل من أجل ألمانيا تهديدا لأن مثل هذا التصنيف سيترك وصمة عار سياسية في البلاد حيث كان يخصص في العادة للمجموعات الصغيرة المتطرفة والخطيرة.

ودخل حزب البديل من أجل المانيا الذي أنشئ عام 2013 بقوة عام 2017 الى مجلس النواب الوطني وجسد فيه أول قوة معارضة للمحافظين والاجتماعيين الديموقراطيين في السلطة.

من جانب آخر تدرس حكومة أنغيلا ميركل عن كثب تقريرا يقع في ألف صفحة لأجهزة الاستخبارات للتأكد من أن مثل هذه الخطوة ستكون قانونية. من جهته حدد الحزب اليميني المتطرف هجوما مضادا حتى قبل صدور القرار، بإعلان شكاوى ضد أجهزة الشرطة.

وفي ختام عدة أشهر من التحقيق مع جميع الهيكليات والجمعيات التابعة للحزب، يمكن للاستخبارات أن تصنف البديل من أجل ألمانيا على أنه "حالة مشبوهة" أو الانتقال مباشرة إلى الخطوة التالية واستهداف الحزب على انه "قضية تتطلب مراقبة". وتعطي هذه المعاملة حرية كاملة للأجهزة لمراقبة التبادلات داخل الحزب والتنصت على كوادره وحتى اللجوء الى عناصر تتسلل الى صفوفه أو مخبرين.

وحذر الحزب من أنه سيطعن أمام القضاء في أي قرار من هذا القبيل. وكلف مكتب محاماة ينتمي إليه رئيس الاستخبارات السابق هانز-يورغ ماسن الذي أقيل من منصبه في 2018 بسبب تواطئه الواضح مع اليمين المتطرف. وسبق أن وضعت الشرطة في آذار/مارس 2020 تحت المراقبة التيار الأكثر تطرفًا في حزب البديل من أجل ألمانيا المعروف باسم "الجناح"، ثم في حزيران/يونيو وضعت سلطات مقاطعة براندندنبورغ قرب برلين الحزب تحت المراقبة. وتتهم السلطات مؤيديه بأنهم ساهموا بخطابهم في تصاعد الإرهاب اليميني المتطرف في البلاد بعد عدة هجمات في السنوات الماضية جعلته التهديد الأول.

لكن على الرغم من الوعود المتكررة بتخليص الحزب من ناشطيه الأكثر تطرفا، لا يزال حزب البديل من أجل المانيا يضم بين أعضائه البالغ عددهم 35 ألفا، عددا من الناشطين المقربين من حركة النازيين الجدد.

وقال هاجو فونكه أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الحرة ببرلين إن "حزب البديل من المانيا يمكن أن يعلن حزبا مشبوها لأنه خاضع لسيطرة التيار المتطرف من الحزب والذي تزايد نفوذه في الأشهر الماضية". وتأسس الحزب قبل ثماني سنوات على خلفية التشكيك في جدوى الاتحاد الأوروبي، وبنى نجاحه عبر استغلال مخاوف الشعب المرتبطة باستقبال مئات آلاف اللاجئين اعتبارا من العام 2015. لكن الحزب ينال حاليا نسبة 10% من التأييد في استطلاعات الرأي، بفارق كبير عن اليمين المحافظ والخضر والاشتراكيين الديموقراطيين.

ولم يتمكن حزب البديل من ألمانيا، من أجل تعزيز شعبيته، من الاستفادة من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالوباء ولا من الحركة المناهضة لوضع الكمامات والتي تتسع في المانيا وتجتذب عددا من مناصري اليمين المتطرف.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب