اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الأشخاص الذين يطالبون بمقاطعة مونديال قطر لا ينتمون سوى لقلة من الدول التي لا تمثل بقية دول العالم التي تتطلع إلى انطلاق البطولة.
وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022) بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين بمشاركة 32 منتخبًا، وهذه أول مرة تستضيف دولة في الشرق الأوسط والعالم العربي البطولة الأشهر والأضخم على مستوى المنتخبات في عالم كرة القدم.
"الكثير من النفاق"
وقال الشيخ محمد في تصريحات لصحيفة "لو موند": "الأسباب التي تساق لمقاطعة كأس العالم لا تمت للمنطق بصلة. هذا الهجوم ينطوي على الكثير من النفاق ويتجاهل كل ما حققناه".
وأضاف: "هذه الادعاءات يتم تسويقها من قبل عدد قليل جدًا من الناس في 10 دول على الأكثر وهم لا يمثلون بتاتًا بقية العالم. إنه أمر مؤسف بصدق".
وأردف: "الحقيقة هي أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال. وجرى بيع أكثر من 97% بالفعل من التذاكر".
وأشار الشيخ محمد إلى أنه "لا تزال هناك عيوب" يحاولون إصلاحها، لكنه اتهم دولًا "بالكيل بمكيالين".
HE @MBA_AlThani_ Deputy Prime Minister and Minister of Foreign Affairs, in an interview with @lemondefr #MOFAQatar#Qatar2022 pic.twitter.com/HEsiBBoRhC
— Ministry of Foreign Affairs - Qatar (@MofaQatar_EN) November 4, 2022
وأضاف: "لماذا تُلام حكومتنا بشكل منهجي على هذه المشاكل، بينما في أوروبا، يتم إلقاء اللوم في أقل حادثة على الشركة المعنية؟ أعتقد أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يقبلون حقيقة أن دولة صغيرة في الشرق الأوسط تستضيف مثل هذا الحدث العالمي".
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع من انطلاق كأس العالم، حث الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الفرق على التركيز على البطولة في قطر وعدم السماح بانزلاق الرياضة إلى "معارك" أيديولوجية أو سياسية.
"حملات تشويه" تستهدف قطر
وأواخر الشهر الماضي، أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده تعرضت لحملات تشويه غير مسبوقة "لم يتعرض لها أيّ بلد مستضيف" منذ فوزها بشرف استضافة العرس الكروي العالمي.
أمير دولة #قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يؤكد أن قطر تتعرض لحملة تشويه لم يسبق أن تَعرّض لها بلد مضيف لـ #كأس_العالم#للخبر_بقية #مونديال_قطر_2022 pic.twitter.com/2CUMfPj9dx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
وأوضح أمير دولة قطر خلال انعقاد الدور العادي الثاني لمجلس الشورى أن بلاده "تعاملت مع الأمر بداية بحسن نية بل واعتبرت بعض النقد إيجابيًا ومفيدًا يساعدها على تطوير جوانب لديها تحتاج إلى تطوير".
وأشار إلى أنه سرعان ما تبين أنّ الحملة ضد بلاده تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير، بل إن الحملة بلغت من الضراوة مبلغًا جعلت الجميع يتساءل عن الدوافع والأسباب الحقيقية من ورائها.
والأسبوع الماضي، استدعت وزارة الخارجية القطرية، سفير ألمانيا في الدوحة احتجاجًا على تصريحات "غير مقبولة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري"، أدلت بها وزيرة ألمانية بشأن بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، اعتبر مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي عبد الله الملا أن قطر تقبّلت في البداية العديد من الانتقادات والهجوم العنيف وقد أخذت بالانتقادات البناءة. لكنه يرى أن الانتقادات تجاوزت كل الحدود.
وتابع أنّ هذه الانتقادات من بعض الدول الغربية كانت مبطنة"، مضيفًا: "قطر تعمل والباقون يتحدثون" حيث أنهت جميع التجهيزات قبل نحو عام من انطلاقة البطولة.
وأشار الملا إلى أن الموافقة على استضافة قطر لهذا الحدث العالمي لم تأت من فراغ بل من أفعال والتزام وملف تم إعداده بشكل جيد.