تمكّن العلماء من تنمية كلى شبه بشرية داخل أجسام الخنازير لأول مرة، في إنجاز يشكل بارقة أمل بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون لزراعة أعضاء.
فرغم أنه لا يمكن ببساطة زرع كلية بشرية في جسد خنزير، لأن الجهاز المناعي للحيوان سيرفضها، نجح باحثون في هندسة جينات جنين خنزير ليتقبل أي زراعة للأعضاء البشرية، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
هندسة وراثية لجنين الخنزير
وكما هو الحال في التلقيح الصناعي، تم تخصيب بويضة لتتحول إلى جنين خنزير، لكن تمت هندسة الخلايا وراثيًا لجعلها أكثر تقبلًا لمثيلاتها البشرية.
ثم أضاف العلماء الخلايا الجذعية البشرية، ووضعوها في محلول كيميائي خاص لكي تتطور إلى كلى مصغرة.
ثم وضعت أجنة الخنازير داخل إناث الخنازير البديلة، كما هو الحال في التلقيح الاصطناعي، لبدء الحمل.
تطوير كلى طبيعية
ومن المثير أنه بعد أن أمضت شهرًا تقريبًا في الرحم، أصبحت الكلى داخل أجنة الخنازير ذات بنية طبيعية، كما قامت بتطوير حزم الخلايا التي تربط فيما بعد الكلى بالمثانة لطرد فضلات الجسم.
ورغم نموها داخل جنين خنزير، إلا أن الكلى كانت نصفها بشرية على الأقل، وتحتوي على ما يصل إلى 60% من الخلايا البشرية و40% من خلايا الخنازير.
ويشير ذلك إلى أنه إذا سمح لها بالتطور بشكل أكبر، فإنها يمكن أن تصبح كلى عاملة مفيدة لعمليات زرع الأعضاء البشرية.
ومع ذلك، فإن زراعة الأعضاء البشرية داخل الخنازير لا تزال أمرًا بعيد المنال، وفقاً للخبراء. فعلى سبيل المثال، فإن الكلى التي زُرعت في هذه الدراسة تحتوي على أوعية دموية للخنازير، وسيتطلب الأمر هندسة وراثية أكثر تعقيدًا للتغلب على هذه المشكلة.
ووجدت الدراسة الحالية أيضًا أن عددًا صغيرًا من الخلايا البشرية قد دخل إلى دماغ جنين الخنزير والحبل الشوكي، الأمر الذي يثير مخاوف أخلاقية.
وحول هذا الاختراق، نقلت صحيفة "ديلي ميل" عن كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور لاي ليانجكسو، من معاهد قوانغتشو للطب الحيوي والصحة، قوله: "إن نهجنا يعمل على تحسين دمج الخلايا البشرية في الأنسجة المتلقية ويسمح لنا بتنمية الأعضاء البشرية في الخنازير".