نجح رجال إنقاذ سوريون في مدينة أعزاز، أمس الإثنين، بانتشال طفلة من بين أنقاض منزلها الذي انهار بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، لكن معظم أفراد عائلتها لقوا حتفهم بما في ذلك والدتها.
وخرجت الطفلة رغد اسماعيل محمولة بين ذراعي أحد عمال الإنقاذ، من دون أن تصاب بأذى من بين الأنقاض، فجر أمس، وقال قريب لها يتولى رعايتها إن شقيقها وشقيقتها ووالدتها الحبلى لقوا حتفهم.
وفي وقت لاحق، تناولت رغد، البالغة من العمر 18 شهرًا، قطعة خبز وهي تجلس على وسائد على الأرض تحت بطانية حيث ساعدت مدفأة في حمايتها من برد الشتاء.
وقال قريبها، الذي ذكر أن اسمه أبو حسام: "الطفلة بخير إلا أن شقيقها وشقيقتها ووالدتها الحامل توفوا، كما نتخوف من أن يكون الوالد قد أصيب بكسر في ظهره". وأشار إلى أنه جرى إنقاذ أسرة أخرى في المبنى تتكون من أم وثلاثة أطفال.
وكانت أسرة رغد قد نزحت عن بلدة مورك خلال الحرب السورية.
صعوبات عديدة
وارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة)، إلى أكثر من 1500 قتيل، ونحو 3 آلاف مصاب، جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين ومركزه جنوبي تركيا.
وأشار الدفاع المدني السوري إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض، وسط صعوبات كبيرة لانتشالهم والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ.
كما أحصى الدفاع المدني انهيار أكثر من 160 مبنى بشكل كامل و330 بشكل جزئي. كما تصدّعت آلاف المباني في شمال غرب سوريا.
وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية، مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس وسرمدا.
وكان وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، مرام الشيخ أكد لـ"العربي" أن الشمال السوري يعاني من "كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى".
وكشف أن الزلزال دمّر قرابة 600 بناء بشكل كلي، و300 بناء بشكل جزئي.