تمكن منتخب جنوب إفريقيا، أمس السبت، من انتزاع المركز الثالث في بطولة كأس الأمم الإفريقية، فيما تتوجه الأنظار اليوم الأحد، إلى النهائي الذي سيجمع أصحاب الأرض ساحل العاج بالمنتخب النيجيري، بختام النسخة الـ34 من البطولة.
وعلى ملعب فيليكس هوفويت بواني، بالعاصمة أبيدجان، فاز أمس الـ "بافانا بافانا" في المباراة الترتيبية للمركز الثالث، على حساب منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، بركلات الترجيح (6-5) بعد انتهاء المباراة بنتيجة التعادل 0-0.
وأثنى مدرب منتخب جنوب إفريقيا، البلجيكي هوغو بروس، على لاعبيه بعد اللقاء، مشيرًا بشكل خاص إلى اللاعبين على مقاعد البدلاء. وقال: "قلت بعد مباراة نيجيريا إنني فخور بهذا المنتخب، وأعتقد أن الناس الآن يمكنهم معرفة سبب فخري بهذا المنتخب. لم نكن منتعشين، لكن عندما ترى عقلية هذه المجموعة، فهذا مثير للإعجاب".
نهائي البطولة
وتختتم البطولة الليلة، بلقاء مرتقب بين ساحل العاج ونيجيريا، وهي المرة الثانية التي يتواجه فيها المنتخبان في النسخة نفسها بعد أن فاز المنتخب النيجيري 1-0 في دور المجموعات، بينما لم تتغلب عليه ساحل العاج منذ دور المجموعات عام 2008، حيث فازت حينها 1-0.
وتسعى نيجيريا إلى الفوز على نفس البلد مرتين في نفس الدورة للمرة الأولى منذ عام 2006، عندما تغلبت على السنغال في دور المجموعات وفي مباراة المركز الثالث، بينما أصبحت "كوت ديفوار" أول دولة مضيفة تصل إلى النهائي منذ مصر في عام 2006.
وسيكون هذا النهائي الثامن لنيجيريا في تاريخ المنافسة، بعد أن توجت بثلاث ألقاب قارية، بعد أن قادها البرتغالي المحنك خوسي بيسيرو، إليه عقب الفوز على جنوب إفريقيا، بركلات الترجيح في نصف النهائي، وبعد سنتين من استلامه المنتخب الذي فشل بالوصول إلى مونديال قطر 2022.
وبنى المدرب البرتغالي منتخبًا نيجيريًا قويًا، يصعب التغلب عليه من خلال مزج اللاعبين الشبان والخبرة، كانت إحدى الخطوات الرئيسية التي اتخذها لتحسين منتخب نيجيريا هي إشراك حارس المرمى، ستانلي نوابالي، مع صفوف المنتخب، الذي تألق خلف أفضل خطوط دفاع البطولة، حيث لم تتلق نيجيريا إلا هدفين طوال رحلتها إلى النهائي.
وقال بيسيرو في تصريحاته خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس: "لعب النهائي مهم دائمًا. إنها أول كأس أمم إفريقيا لي. قال البعض إنه أمر خاص، ويمكنني أن أشهد على ذلك. المشاعر في إفريقيا خاصة جدًا. كل هذا، في رأيي، طريقة رائعة للتعلم وأود الفوز بالنهائي مع المنتخب النيجيري".
أحلام "الفيلة"
أما في المقلب الآخر، ستكون الجماهير في ساحل العاج، خلف منتخبها الطامح لإحراز اللقب للمرة الثالثة، بعد عامي 1992 و2015، وذلك بعد مسيرة متعثرة في البطولة فرضت على المنتخب الإيفواري تغيير المدرب في دور المجموعات بعد خسارة قاسية أمام غينيا الاستوائية بنتيجة 4-0، وأخرى أمام نيجيريا بهدف يتيم.
وكان صاحب الانجاز في قلب صورة الإيفواريين، هو المدرب الوطني إيمرس فايي، الذي يرى "فرصة رائعة لأشباله لصنع التاريخ"، حيث قال أمس: "لدينا فرصة رائعة لإبقاء الكأس على أرضنا، نعلم أنه عندما تنظم المنافسة، من الصعب الاحتفاظ بها. لدينا الفرصة لتحقيق هذا الإنجاز، وفي الوقت نفسه إضافة نجمة ثالثة إلى القميص البرتقالي لكوت ديفوار".
وبالنسبة لمدرب "الأفيال"، فإنه يجب الاستفادة من الهزيمة السابقة أمام نيجيريا، حيث صرح بالقول: "حقيقة أن نيجيريا هزمتنا في دور المجموعات أمر جيد، فنحن نعرف بالفعل مع من نتعامل. صحيح أنه في غضون ذلك، زادت قوتهم، التحضير لهذه المباراة يشبه الاستعداد لجميع المباراة الأخرى، يتعلق الأمر أكثر بالتركيز على أنفسنا".
ويعول العاجيون على مهاجمهم الفذ سيبستيان هالر، مع زميله سيكو فوفانا، والمدافع المحنك سيرج أوريي، إضافة لملهم خط الوسط فرانك كيسي.
وفي الجانب الآخر، يبرز أفضل لاعب في القارة الإفريقية، ونجم نابولي الإيطالي، فيكتور أوسيمين، إلى جانب الحارس الفذ نوايالي، وقائد الدفاع وليام تروست إيكونغ، والمراوغ المرعب أديمولا لوكمان.