أوامر قبض بحق مسؤولين صحيين.. وعدد ضحايا حريق مستشفى الناصرية يزيد عن 90 قتيلًا
ارتفعت إلى أكثر من 90 قتيلًا وعشرات الجرحى، حصيلة ضحايا الحريق الذي اندلع مساء أمس الإثنين، بمركز عزل لمرضى كورونا في مستشفى بمحافظة ذي قار، جنوبي العراق.
وأفاد مراسل "العربي" في العراق، شفيق عبد الجبار، بأن السلطات الرسمية لم تصدر بيانها النهائي حول عدد ضحايا الحريق.
وهذا الحريق هو الثاني من نوعه خلال أقل من 3 أشهر؛ إذ اندلع في 24 أبريل/ نيسان الماضي، حريق مماثل في مستشفى "ابن الخطيب" بالعاصمة بغداد، جراء انفجار أسطوانة أكسجين؛ ما أدى إلى مصرع 82 شخصًا وإصابة 110 آخرين.
وآنذاك، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إيقاف وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ بغداد محمد جبر ومسؤولين آخرين عن العمل، ولاحقا قدم وزير الصحة استقالته من منصبه.
ومن بين الضحايا 30 جثة مجهولة الهوية نتيجة تفحمها واختفاء ملامح أصحابها؛ وما تزال فرق الانقاذ والدفاع المدني تبحث بين أنقاض الحريق، بحثًا عن جثث محتملة.
لحظات مؤلمة
وعلى خلفية كارثة الحريق، تقدم مدير دائرة صحة ذي قار صدام صاحب الطويل، باستقالته من منصبه، وفق طلب موقّع باسمه بتاريخ الثلاثاء.
وجاء في الطلب، الذي تداولته وسائل إعلام محلية: "في هذه اللحظات المؤلمة أقدم استقالتي من المنصب إيمانًا مني بأن حياة الناس أكبر من المناصب".
وأصدرت محكمة استئناف ذي قار، اليوم الثلاثاء، أوامر قبض وتحرٍ بحق 13 مسؤولاً من ملاكات دائرة صحة المحافظة، بينهم مدير الدائرة صدام الطويل بحسب وكالة الأنباء العراقية.
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح: إن "فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار، وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات".
وأضاف صالح، في تغريدة: "التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم".
وأكد أنه "لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين".
في الوقت نفسه، عمت احتجاجات غاضبة منددة بالفساد في مدينة الناصرية، ليلة الثلاثاء، على خلفية حريق المستشفى.
غضب في الشارع
وأغلق المتظاهرون 3 مستشفيات خاصة في مدينة الناصرية، معتبرين أنها تشكل أذرع الفساد في القطاع الصحي بالبلاد.
كما أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، دون الإشارة إلى أيام محددة.
تقرير نهائي
وفيما لم يعلن رسميًا عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية أنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين.
وكان محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي قرر، وفق بيان صادر عنه مساء الإثنين، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة لإعلانه للرأي العام.
كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدءًا من الثلاثاء.
من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريدة: إن فاجعة مستشفى الحسين "دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين".
واعتبر أنه "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
ولدى العراق بنى تحتية محدودة ومتهالكة في مختلف القطاعات بينها قطاع الصحة جراء عقود من الحروب المتتالية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية والفساد المستشري في البلاد.