Skip to main content

"أوان الحياد ولّى".. واشنطن تحشد التأييد لإدانة ضم روسيا مناطق أوكرانية

الأربعاء 12 أكتوبر 2022

كثفت الولايات المتحدة الثلاثاء جهودها الرامية لحشد تأييد أكبر عدد ممكن من الدول لمشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية.

وفي 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا الأوكرانية، وسط رفض وتنديد غربي واسع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نعتقد أنّ أوان الحياد قد ولّى"، معتبرًا أنه "لا يمكن أن يكون هناك حياد في وضع مماثل".

وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة عصر الإثنين مناقشة مشروع قرار قدمته أوكرانيا وشارك في صياغته الاتحاد الأوروبي يندد بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية، في خطوة يسعى من خلالها الغرب لإثبات عزلة موسكو على الساحة الدولية.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن التصويت على النص يمكن أن يحصل الأربعاء أو "على الأرجح الخميس".

وبانتظار حصول التصويت، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات هاتفية مع عدد من القادة الأجانب، من بينهم الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، ومع العديد من نظرائه في سائر أنحاء العالم، وذلك في محاولة منه لحشد تأييد أكبر عدد ممكن من الدول لمشروع القرار.

وكان بلينكن بدأ مبادرته لحشد التأييد لمشروع القرار المناهض لروسيا الأسبوع الماضي خلال جولة قام بها في أميركا اللاتينية وشملت كولومبيا وتشيلي والبيرو، حيث طلب من كل القادة الذين التقاهم التصويت إلى جانب النص.

وحمل الوزير الأميركي معه هذا المطلب إلى ليما حيث شارك يومي الخميس والجمعة في أعمال الجمعية العامة لمنظمة البلدان الأميركية.

والثلاثاء أجرى بلينكن ومساعدته للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية، نقاشًا عبر الفيديو مع ممثلين عن حوالي 100 دولة.

وقال برايس: إنّ بلينكن ونولاند شددا على مسامع محادثيهم على ضرورة ان تتم "محاسبة روسيا على ضمها غير القانوني أراضيَ في أوكرانيا".

ومع أنّ قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانونًا، إلا أن واشنطن تأمل من خلال مشروع القرار إثبات عزلة موسكو على الساحة الدولية.

وخلافًا لمجلس الأمن الدولي حيث تمتلك روسيا مع أربع دول أخرى (الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا) حق النقض، فإنّ الفيتو ليس له وجود في الجمعية العامة.

بايدن يستبعد استخدام بوتين للنووي

وخلال تصويت جرى أخيرًا في مجلس الأمن الدولي لم يصوت أي عضو إلى جانب روسيا، لكنّ أربع دول هي الصين والهند والبرازيل والغابون امتنعت عن التصويت.

والإثنين رجّح مسؤول أوروبي أن يحظى مشروع القرار في الجمعية العامة بما بين 100 و140 صوتًا.

في غضون ذلك، أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن شبكة (سي.إن.إن) في مقابلة بأنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم سلاحًا نوويًا تكتيكيًا في الحرب مع أوكرانيا.

وردًا على سؤال من مذيع (سي.إن.إن) جيك تابر عما إذا كان يعتقد أن بوتين يمكنه في الواقع استخدام سلاح نووي تكتيكي، قال بايدن: "حسنًا، لا أعتقد أنه سيفعل ذلك".

"توسيع الدعم العسكري الغربي"

وعلى صعيد الحرب الروسية على أوكرانيا، تتواصل الهجمات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية، في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية توسيع دعمها العسكري لكييف، بينما قالت موسكو إنها منفتحة على محادثات لإنهاء الحرب.

وأكد حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنه سيعقد تدريبات ردع نووية للوقوف على جاهزية قواته، موضحًا أن التدريبات المقبلة دورية ومخطط لها منذ فترة طويلة.

من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء مجموعة السبع الكبرى إلى منح بلاده قدرات دفاع جوي كافية لإيقاف روسيا.

وطالب قادة دول المجموعة بفرض سقف صارم لأسعار صادرات النفط والغاز الروسية مستبعدًا إجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما شدد زيلينسكي على ضرورة إرسال بعثة دولية لتقصي الحقائق إلى الحدود الأوكرانية البلاروسية.

وفي هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية نزار عبد القادر أن أكثر ما يضر المعركة التي تخوضها أوكرانيا دفاعًا عن نفسها هي القدرات الروسية النارية البعيدة المدى والدقيقة.

ويضيف في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أن الغرب لا يمكنه منح كييف كل الأسلحة التي تطلبها، لأنه لا يريد أن يعطي الأوكرانيين معدات وأسلحة تستطيع من خلالها ضرب عمق الأراضي الروسية، الأمر الذي سيغير طبيعة الحرب، وتدفع موسكو لاعتباره اعتداء غربيًا على أمنها.

ويعرب عبد القادر عن اعتقاده أن القوى الروسية التقليدية غير قادرة في الوقت الراهن على القيام بعمليات خارج أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الجيش الروسي لم يكن مستعدًا للحرب لا على المستوى القتالي ولا على مستوى الإستراتيجية العسكرية، وذلك في إشارة إلى التحذيرات الروسية لواشنطن من التصعيد غير المنضبط.

ويضيف أن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الروسية، لا يمكن لموسكو أن تترجمها إلى فعل، لأن الناتو، كما يقول أمينه العام يراقب الوضع عن كثب وسيقوم برد فعل قد تندم روسيا من خلالها على توسيعها الحرب.

"خطة مدروسة" من قبل موسكو

من جهتها، تعتبر إيلينا سوبونينا مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الإستراتيجية، أن القصف الروسي الأخير على مدن عدة في أوكرانيا من بينها العاصمة كييف كان خطة مدروسة من قبل موسكو.

وتشير في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إلى أن روسيا كانت تتحضر لهجوم مضاد باستخدام الأسلحة الجوية والصاروخية، خلافًا للمرات السابقة التي كانت تعتمد فيها على المشاة والقوات الخاصة.

وتضيف أن كييف قدمت مبررًا لموسكو لبدء تنفيذ هذه الخطة، بعدما قامت بتفجير جسر القرم، مشيرة إلى أن كييف بهذه الخطوة اجتازت خطًا أحمر بالنسبة لبلادها.

وتلفت سوبونينا إلى أن القصف الروسي سيستمر على الأراضي الأوكرانية، لافتة إلى أنها لا تستبعد بدء العملية البرية أيضًا ضمن خطة الهجوم المضاد.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة