Skip to main content

أودى بحياة العشرات.. استهداف محطة القطار بدونباس يثير غضبًا دوليًا

السبت 9 أبريل 2022

يعيش الأوكرانيون يومًا آخر من الحرب يموت بعضهم فيه. من نجا يعيش الأهوال، يودّع الديار أو يترقّب.

إن انحسرت رقعة القتال باتجاه الجنوب والشرق، فإن الخسائر لا تنحسر. قُتل 50 شخصًا على الأقل الجمعة، بينهم خمسة أطفال في قصف صاروخي استهدف محطة قطارات في كراماتورسك.

تلك عاصمة إقليم دونباس، الذي دعت كييف سكانه إلى المغادرة بأسرع وقت. وقد جاء الاستهداف وسط عمليات إجلاء المدنيين هربًا من هجمات القوات الروسية. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العمل بأنه "غير إنساني"، فيما نفت موسكو مسؤوليتها عنه.

وقال زيلينسكي أيضًا إن بلاده لا يمكنها انتظار مزيد من الأسلحة الغربية الجديدة، وتحتاج إلى عقوبات "قوية" ضد روسيا، التي وصفها في أحد تصريحاته بـ "شر لا حدود له".

بموازاة ذلك، ووسط ردود الفعل الدولية المتصاعدة ضدها، أكدت موسكو أن ما تصفه بـ "عملية خاصة" في أوكرانيا قد تنتهي "في المستقبل القريب".

 وعزت ذلك إلى كون أهداف "العملية" تتحقق، وبفضل الجهد الذي يبذله الجيش الروسي والمفاوضون الروس.

وكان مسؤول تركي كبير قد أفاد اليوم بأن روسيا وأوكرانيا ما زالتا "موافقتين" على الالتقاء في تركيا لعقد مفاوضات، رغم الأحداث الدامية التي جرت أخيرًا ولا سيما في بوتشا.

كما أشار المفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك، إلى أن أوكرانيا وروسيا تجريان محادثات سلام عبر الإنترنت بـ"انتظام"، لكن الأجواء تأثرت بأحداث منها مقتل مدنيين في بلدة بوتشا.

تخوّف من هجوم روسي

بالعودة إلى ما شهدته كراماتورسك اليوم، فقد لفت حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو على تطبيق "تلغرام" إلى أن محطة القطارات استُهدفت بقصف صاروخي أوقع "خمسين قتيلًا بينهم خمسة أطفال".

وكانت المحطة قد شهدت في الأيام الأخيرة إجلاء الآلاف من منطقة دونباس، الخاضعة لسيطرة كييف، والتي يتخوّف سكانها من هجوم روسي وشيك وواسع النطاق.

وقبل نحو ساعة من الضربة، كان عشرات المدنيين من مسنّين ونساء وأطفال ينتظرون دورهم للمغادرة.

واعتبر زيلينسكي في بيان أن روسيا "شر لا حدود له"، متهمًا موسكو باتّباع أساليب "غير إنسانية"، مضيفًا: "إنهم يقومون على نحو لا يصدق بالقضاء على السكان المدنيين".

بدوره، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن "الهجوم على محطة أوكرانية فظاعة مروعة جديدة ارتكبتها روسيا، مستهدفة مدنيين يحاولون المغادرة وأن يكونوا في أمان".

أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقد أعرب لدى توجّهه إلى كييف،  عن "إدانته الشديدة" للضربة، واصفًا إياها بأنها "هجوم عشوائي".

وأدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ـ التي تفقدت وبوريل عصرًا مدينة بوتشا ـ الضربة، ووصفتها بأنها "هجوم خسيس". 

وفي السياق، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعمل "شنيع"، فيما وصف المستشار الألماني الهجوم الصاروخي بأنه "مروع".

على المقلب الآخر، سارعت موسكو لنفي أي مسؤولية لها عن الضربة، وأكدت أنها لا تمتلك هذا النوع من الصواريخ، منددة بـ"استفزاز" أوكراني.

ولاحقًا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "هدف الضربة التي دبّرها نظام كييف على محطة القطارات في كراماتورسك كان منع سكان المدينة من الرحيل ليتمكن من استخدامهم دروعًا بشرية".

وكانت الوزارة قد أعلنت اليوم أن جيشها دمّر بواسطة صواريخ عالية الدقة "أسلحة وغيرها من المعدات العسكرية في محطات بوكروفسك وسلوفيانسك بارفينكوف"، وكلّها تقع على مقربة من كراماتورسك.

نقل قوات إلى الشرق

وفي مجريات اليوم الـ 44 من عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا، أكدت المخابرات العسكرية البريطانية أن القوات الروسية انسحبت الآن بالكامل من شمال أوكرانيا إلى بيلاروسيا وروسيا.

وذكرت وزارة الدفاع على تويتر أنه سيتم نقل بعض هذه القوات الروسية على الأقل إلى شرق أوكرانيا للقتال في دونباس. وأضافت أن أي إعادة انتشار كبير من الشمال ستستغرق أسبوعًا على الأقل.

وقالت الوزارة: إن القصف الروسي على المدن في الشرق والجنوب مستمر، وإن القوات الروسية تقدّمت جنوبًا من مدينة إيزيوم التي لا تزال تحت سيطرتها.

من ناحيته، أكد حاكم منطقة لوغانسك أن روسيا تحشد قواتها في شرق أوكرانيا، لكنها لم تخترق الدفاعات الأوكرانية.

وفي منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، أعلنت السلطات فرض حظر تجول اعتبارًا من مساء السبت حتى صباح الإثنين، تحسبًا لمخاطر شنّ روسيا ضربات صاروخية.

إلى ذلك، أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المكتب يعتزم إرسال قوافل مساعدات إلى منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في أوكرانيا الأسبوع المقبل، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه لتحويل وجهة المساعدات مع تحول القتال شرقًا.

من ناحية أخرى، دعت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمساعدة نحو ألف بحار عالقين في المياه والمرافئ الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي.

عقوبات إضافية على موسكو

في غضون ذلك، يتواصل فرض العقوبات على روسيا علّ ذلك يكون رادعًا لها لإنهاء الحرب. وفي هذا السياق، جمّدت دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن ما لا يقل عن 29,5 مليار يورو من الأصول والموجودات الروسية والبيلاروسية، وفق حصيلة جزئية أعلنتها المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة.

وكذلك تبنى الاتحاد خامس حزمه من العقوبات على روسيا، والتي شملت حظر واردات الفحم والخشب والكيماويات ومنتجات أخرى. 

من ناحيتها، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على ابنتَي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف على خلفية الهجوم، مؤكدة أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".

بدورها، طردت اليابان ثمانية من الدبلوماسيين الروس، قائلة إن ذلك جاء ردًا على تصرفات روسيا في أوكرانيا التي شملت قتل مدنيين. 

في المقابل، أعلنت موسكو طرد 45 دبلوماسيًا بولنديًا ردًا على تدابير مماثلة اتخذتها وارسو في نهاية مارس/ آذار الماضي.

وأعلنت السلطات في روسيا مركز الدراسات البريطاني شاتام هاوس "غير مرغوب فيه"، في إجراء يهدف إلى وقف أنشطته في البلاد.

وروسيا أغلقت أيضًا الفرعين المحليين لمنظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش المدافعتين عن حقوق الإنسان، بحسب بيان أصدرته وزارة العدل اليوم الجمعة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة