وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء الضربات الروسية على البنى التحتية المدنية في أوكرانيا بأنها "همجية"، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ركز "نيرانه وغضبه" على السكان المدنيين في أوكرانيا، حيث قصف أكثر من ثلث شبكة الطاقة الأوكرانية في إستراتيجية لن تنجح.
وأضاف بلينكن بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بوخارست: "هذه أهداف جديدة للرئيس بوتين. إنه يقصفها، إستراتيجيته لم ولن تنجح".
وتابع: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، قصفت روسيا أكثر من ثلث نظام الطاقة الأوكراني، ما أدى إلى إغراق الملايين في البرد والظلام"، معتبرًا أن "هذه هي الأهداف الجديدة للرئيس (فلاديمير) بوتين".
اجتماع أميركي روسي في تركيا
وفي سياق متصل، ناقش رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز القضايا النووية وأوكرانيا، في اجتماع في وقت سابق من هذا الشهر، حسبما أفادت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء.
والتقى الرجلان في تركيا يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني في أرفع اجتماع مباشر بين الجانبين منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير/ شباط.
وفيما لم تعلق روسيا من قبل على الموضوعات التي طرحت للنقاش، قالت واشنطن إن بيرنز وجه تحذيرًا بشأن عواقب أي استخدام روسي للأسلحة النووية.
من جهتها، قالت إليزابيث رود القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في موسكو لوكالة الإعلام الروسية: إن بيرنز "لم يتفاوض بشأن أي شيء ولم يناقش تسوية النزاع في أوكرانيا".
أما ناريشكين فقد قال لوكالة الإعلام الروسية: "من جهتي، أؤكد تصريح السيدة رود. بالإضافة إلى ذلك، يمكنني أن أشير إلى أن الكلمات الأكثر استخدامًا في هذا الاجتماع كانت الاستقرار الإستراتيجي والأمن النووي وأوكرانيا ونظام كييف".
كما أكد تعليقات رود بأن البلدين لديهما قناة اتصال لإدارة المخاطر، وأنه إذا كانت هناك حاجة لمحادثات أخرى من هذا القبيل فقد يحدث ذلك.
"أوكرانيا بحاجة لأنظمة باتريوت"
في غضون ذلك، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الأربعاء على أن بلاده بحاجة لأنظمة باتريوت الدفاعية الصاروخية أميركية الصنع لحماية بنيتها التحتية المدنية؛ في ظل ما تتعرض له من هجمات روسية عنيفة، مضيفًا أنه سيعمل مع الحكومة الألمانية بهذا الشأن.
وسبق أن حذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أمس الثلاثاء حلف شمال الأطلسي من تزويد أوكرانيا بأنظمة باتريوت.
وذكر كوليبا أن بلاده ستصبح في نهاية المطاف عضوًا بالحلف، لكنه قال إن هذا لا يعني أنه ليس بالإمكان فعل شيء حاليًا في هذا الصدد.
وتابع في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء خارجية الحلف في بوخارست أن "المناقشات بشأن طلب أوكرانيا للانضمام للحلف يتعين أن تبدأ".
أبرز القطع العسكرية التي تحصلت عليها #أوكرانيا من الغرب pic.twitter.com/ENGd8Uloq1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 25, 2022
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قد شدد في تصريحات صحافية على أنه ينبغي الاستعداد لمزيد من الهجمات من القوات الروسية وتقديم المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا والوقوف إلى جانبها.
ويأتي هذا التصريح بعد أن حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من هجمات صاروخية جديدة قد تشنها روسيا على بلاده ودعا قوات الدفاع والمواطنين للاستعداد.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن الكرملين يوم الإثنين، أنه يرحب بعرض الفاتيكان التوسط في التفاوض لحل الصراع في أوكرانيا.
ورحب دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريحات للصحافيين بذلك؛ لكنه قال إنه بالنظر إلى الأمر الواقع والموقف القانوني الذي يبديه الجانب الأوكراني من الصعب تحقيق الأمر.
وكان مراسل "العربي" قد أفاد في رسال سابقة، أنه وفق التصريحات الرسمية باسم الكرملين فلا جديد في موضوع التفاوض حيث كرر الموقف المبدئي لروسيا منذ انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأضاف أنهم يرحبون بمبادرة الفاتيكان كما يرحبون بغيرها من المبادرات التي تدعو إلى التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، لكن الناطق باسم الكرملين يعود إلى التأكيد على أن كييف هي من ترفض ذلك وتحول دون إجراء ذلك التفاوض.