أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ "المهمّة الأولى" لقوات الأمن الأفغانية هي التأكد من قدرتها على إبطاء قوة زخم طالبان قبل محاولة استعادة السيطرة على الأراضي التي استحوذ عليها مقاتلو الحركة.
جاء ذلك في وقت تخطّط فيه القوات الأفغانية لتعزيز وجودها حول مناطق مهمة استراتيجيًا من البلاد، حيث يقوم الجيش الأفغاني بإصلاح استراتيجيته الحربية ضد طالبان لتركيز القوات حول المناطق الأكثر أهمية مثل كابل والمدن الأخرى والمعابر الحدودية والبنية التحتية الحيوية.
وتثير سيطرة حركة طالبان السريعة على الأراضي قلق الأفغان في الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة من الحرب التي نجحت في معاقبة القاعدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن لكنها فشلت في تحقيق أي لمحة من السلام في أفغانستان.
أوستن: "سنرى ما سيحدث"
وقال أوستن للصحافيين خلال زيارة لولاية ألاسكا: "فيما يتعلق بما إذا كانت قوات الأمن الأفغانية ستوقف طالبان أم لا، أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو التأكد من أنها تستطيع إبطاء الزخم".
وأضاف أوستن أنه يعتقد أن لدى الأفغان القدرة وإمكانية إحراز تقدم، لكن "سنرى ما سيحدث".
وأدلى أوستن بهذه التصريحات مع استعداد الجيش الأميركي لإنهاء مهمته في أفغانستان في 31 أغسطس/آب بناء على أوامر من الرئيس جو بايدن.
ويسيطر مقاتلو طالبان على المزيد من الأراضي والتي قدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الأربعاء أنها تمتد الآن إلى أكثر من نصف مراكز الأقاليم في أفغانستان. كما تمارس طالبان ضغوطًا على ضواحي نصف عواصم الأقاليم في محاولة لعزلها.
كيف تدعم واشنطن الجيش الأفغاني؟
وواصلت الولايات المتحدة شن هجمات جوية لدعم القوات الحكومية الأفغانية التي تعرضت لضغوط من طالبان بينما تنفذ القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة المراحل الأخيرة من انسحابها من البلاد.
وتعهد بايدن بتقديم مساعدة مالية للقوات الأفغانية ومضاعفة الجهود الدبلوماسية لإحياء محادثات السلام المتوقفة.
ووافق بايدن يوم الجمعة على ما يصل إلى 100 مليون دولار من صندوق الطوارئ لتلبية احتياجات اللاجئين "العاجلة غير المتوقعة" الناشئة عن الوضع في أفغانستان بما في ذلك الأفغان المتقدمين للحصول على تأشيرات هجرة خاصة.
استراتيجية جديدة وحظر تجوال
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية فرض حظر التجوال بين الساعة العاشرة ليلًا والرابعة فجرًا في جميع ولايات البلاد باستثناء كابل وولايتي بانشير وننكرهار.
وعلّلت وزارة الداخلية إجراءها هذا بضرورة استتباب الأمن واستغلال حركة طالبان الظلام للقيام بتحركاتها في عدد من الولايات.
في المقابل، أعلنت مصادر في حركة طالبان استئناف القتال بعد أن كانت أعلنت وقفًا لإطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى من جانب واحد.
وفي سياق متصل، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وحلف الناتو، عن قلقها إزاء ارتفاع مستوى العنف في أفغانستان وتوالي الهجمات العسكرية لحركة طالبان وما يرافقها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقالت تلك الدول والكيانات في بيانات مشترك إنها تراقب عن كثب التحركات في أفغانستان تزامنًا مع انسحاب قوات التحالف الدولي، كما رحّبت بالمفاوضات التي جرت مع الزعماء الأفغان في الدوحة، مع الإشادة باستعداد تركيا للمساعدة في حفظ أمن مطار كابل الدولي.
اليد العليا لطالبان لا لحكومة كابل
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري أنّ الحكومة الأفغانية تواجه عمليات تغطي جغرافيا أفغانستان وبالتالي هي تحاول أن تنتقي أهدافها بسهولة.
ويشير الدويري، في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إلى أنّ اليد الطولى للحكومة في كابل هي من خلال الغارات الجوية التي تستطيع أن تحقق شيئًا ما.
لكنّه يشدّد على أنّها مجرّد "إجراء احترازي لمحاولة احتواء نجاحات طالبان بصورة كبيرة جدًا"، لافتًا إلى أنّ المعلومات التي ترد حول المعارك في أفغانستان تبقى "غير دقيقة".
وإذ يعتبر أنّ الوضع ضبابي، يؤكد أنّ المؤشر الحقيقي الواضح أن اليد العليا لطالبان وليست لحكومة كابل لأن طالبان استثمرت نجاحات كبيرة جدًا وسيطرت على مناطق سواء بقتال أو باتفاق وكانت معنوياتها هي الأعلى.