في الذكرى الأولى لاندلاع النزاع المسلح، يحتدم القتال في إثيوبيا بين قوات الحكومة المركزية في أديس أبابا وقوات جبهة تحرير شعب تيغراي.
هذا الصراع القديم الجديد أججته منافسة سياسية على السلطة بين رئيس الوزراء آبي أحمد وزعماء جبهة تيغراي.
وتتسارع الأوضاع الميدانية في البلاد حيث تم إعلان حال الطوارئ، في وقت أكدت جبهة تحرير أورومو المتحالفة مع جبهة تيغراي أن قواتها تتقدم نحو العاصمة.
وتتصاعد مخاوف أديس أبابا من الزحف العسكري والتحام قوات الجبهتين ما ينذر بخنق العاصمة ومحاصرتها اقتصاديًا، ما دفع بآبي أحمد إلى دعوة المواطنين لحمل السلاح ضدهم، واعدًا "بدفن الأعداء بالدماء".
وفي هذا الإطار يكثف سلاح الجو الإثيوبي غاراته على مواقع في إقليم تيغراي يقول إنها معسكرات تدريب غير قانونية.
أصل الصراع
رئيس تحرير موقع "نيوليتيك" نور الدين عبدا يشير إلى أن جذور الصراع تعود إلى الخلاف الأساسي بين مشروعين حول إقامة الدولة الإثيوبية، الأول هو مشروع المركزية والثاني الذي يتمثل بالفدرالية.
ويوضح في حديث إلى "العربي" من أديس ابابا أن جبهة تحرير شعب تيغراي هي التي أسهمت في خلق النظام الحالي مع مجموعات أخرى من القوميات بعد فترة طويلة من الحكم المركزي، لافتًا إلى أن آبي أحمد جاء عام 2018 على وقع احتجاجات شعبية يطالب جزء منها بإصلاح سياسي واقتصادي بحيث تكون اللامركزية التي وضعت في الدستور أكثر قابلية للتطبيق على أرض الواقع.
ويرى أن جبهة تيغراي متهمة باستغلال رغبة الشعوب والقوميات في الحصول على حكم ذاتي ولامركزية لتفتيت الدولة وقيادة زمام الأمور بالطريقة التي تريدها.
ويعتبر أن المشكلة الحالية تكمن في عدم الوضوح في مشروع آبي أحمد الإصلاحي الأمر الذي استفادت منه جبهة تيغراي حيث بدأت تعزز دور مقاومتها لرئيس الوزراء.
تأثير للصراع الصيني - الغربي
الكاتب الصحافي عبد الشكور عبد الصمد حسن يشدد على أن ما يحصل اليوم هو نتيجة أزمات مرحّلة منذ 60 أو 70 سنة ولم يتم حلها ومنها الخلاف على توزيع الثروة والسلطة.
ويتحدث إلى "العربي" من أديس أبابا عن دور دولي وإقليمي في هذا الصراع بسبب الموارد، لافتًا إلى أن للصراع الصيني الغربي بصمة في إثيوبيا وتأثيرًا كبيرًا في هذه الأزمة.
ويشدد على أن العالم يخشى من سيناريو انهيار الدولة في إثيوبيا إثر هذا الصراع وتأثير هذا الأمر على 120 مليون نسمة تعيش في هذا البلد.
انعكاسات على الدول المجاورة
الكاتب والباحث في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين يرى أن ما يحصل في إثيوبيا هو فصل جديد من الصراع في بلد كبير يضم عدة عرقيات.
ويلفت في حديث إلى "العربي" من القاهرة إلى أن ما يحصل في إثيوبيا لا ينحصر فيها فقط بل هو شأن إقليمي ستكون له انعكاسات على أريتريا والصومال وجيبوتي والسودان وجنوب السودان.
ويعتبر أن الأسباب الأساسية للصراع ليست إقليمية إنما داخلية بسبب التنوع والتعدد العرقي وغياب المنظومة السياسية التي تستوعب هذا التعدد وتعكسه في النظام السياسي.