إسرائيل تتحدث عن سياسة "ردع".. متى وصلت أجهزة بيجر إلى حزب الله؟
أفاد الصحفي في التلفزيون العربي علي رباح اليوم الثلاثاء، أن شحنة أجهزة الاتصالات اللاسلكية من نوع "بيجر" وصلت إلى حزب الله اللبناني منذ حوالي 3 إلى 4 أشهر، بحسب تسريبات من بعض المصادر الأمنية.
وأوضح أن هذه الأجهزة استهدفت عناصر وقيادات بين صفوف حزب الله، بالإضافة إلى عناصر ممن يعرف بمحور المقاومة، مشيرًا إلى إصابة السفير الإيراني لدى بيروت.
وكانت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية، أفادت في وقت سابق بإصابة سفير طهران لدى لبنان مجتبى أماني، "جراء هجوم إسرائيلي سيبراني" استهدف جهاز الاتصالات اللاسلكي "بيجر".
وأضاف رباح أن ما وصفه بالحدث الأمني الكبير والخطير، يأتي في سياق ما يحدث في لبنان وغزة وتحديدًا في لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، فيما تطالب هذه الفصائل بإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، دعا في 14 فبراير/ شباط الماضي، مقاتلي الحزب وعائلاتهم وأهل الجنوب اللبناني إلى الاستغناء عن الهواتف المحمولة، ووصفها بـ"العميل القاتل" الذي يقدم معلومات دقيقة ومجانًا لإسرائيل.
ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة حزب الله، تحت وطأة ضغوط جراء استمرار قصف الحزب لمواقع إسرائيلية وعدم قدرة عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين على العودة إلى الشمال قرب الحدود مع لبنان.
"ردع حزب الله"
وفي تل أبيب، تنصل رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.
في المقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه إذا تبنت تل أبيب تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان فإن الهدف من ذلك هو "ردع حزب الله".
وأضافت الإذاعة، أنه "في حال كانت تل أبيب هي من تقف وراء عملية تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، فمن المحتمل أنها أرادت بذلك ردع حزب الله عن أي خطوة يخطط لها".
كما تهدف العملية، في حال تبنتها تل أبيب، إلى "زرع الفوضى والذعر في الحزب لجعله أكثر مرونة، فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق"، وفق الإذاعة.
وأشارت إلى أنه "في حال كانت إسرائيل هي من تقف خلف العملية، فربما كان الهدف هو الرد على هجوم حزب الله الذي تم إحباطه والكشف عنه اليوم (الثلاثاء)".
9 شهداء و2800 جريح بانفجارات لبنان
وفي وقت سابق، استشهد 9 أشخاص وأصيب 2800 آخرين بجروح في لبنان، إثر انفجار أجهزة محمول محمولة من نوع "بيجر" (pager) في أيدي من يحملونها.
وقال وزير الصحة اللبنانية فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي: إن "الانفجارات أدت إلى استشهاد 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة 2800 بجروح، منهم 200 في حالة حرجة، وهي أرقام غير نهائية".
فيما ذكرت قوى الأمن الداخلي، في بيان، أنه "تعرضت أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة في عدد من المناطق اللبنانية، ولا سيما في الضاحية الجنوبية للتفجير؛ مما أدى إلى سقوط إصابات".
وناشدت "المواطنين إخلاء الطرق تسهيلًا لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات".
كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بوقوع "حدث أمني معادٍ غير مسبوق في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية".
وأوضحت أنه "تم بواسطة تقنية عالية تفجير نظام البيجر المحمول باليد".
وأضافت أن "معظم المستشفيات في الجنوب والضاحية والبقاع تشهد عملية نقل الإصابات إليها، وأطلقت النداءات للمواطنين للتبرع بالدم من كافة الفئات في هذه المستشفيات".
وطالبت وزارة الصحة، في بيان، جميع العاملين الصحيين بالتوجه إلى أماكن عملهم لتقديم العلاج للأعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات، وناشدت المواطنين التبرع بالدم.
ودعت الوزارة من يمتلكون أجهزة "بيجر" إلى رميها بعيدًا بشكل فوري.