لا تترك إسرائيل فرصة إلا وتستغلّها لاستقدام مستوطنين جدد إليها، فقد حضّرت الحكومة الإسرائيلية خطة لاستقدام يهود فرنسا في ظل التراجع الكبير في أعداد اليهود المهاجرين من حول العالم خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام عبرية، أن الحكومة الإسرائيلية ترصد ميزانية خاصة في الموازنة العامة لعام 2023، ضمن خطة لتشجيع يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل.
وأفادت صحيفة " إسرائيل هوم" أن الميزانية الخاصة التي رصدتها حكومة تل أبيب لتلك العملية، بلغت 120 مليون شيكل، وذلك بعد تراجع في أعداد المستوطنين اليهود ذوي الأصول الفرنسية بنسبة بلغت 42%.
وفي استطلاع نشرته الإذاعة العامة الإسرائيلية، تبين أن 25% من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة، أو بدأوا فعليًا في اتخاذ خطوات فعلية لذلك، وقال 53% من ناخبي حزب "هناك مستقبل" ، وهو ثاني أكبر أحزاب إسرائيل، ويتزعمه رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، إنهم فكروا في الهجرة أو نفذوا خطوات جدية في سبيل ذلك.
ما أسباب استهداف يهود فرنسا تحديدًا؟
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، إن "سبب استهداف اليهود في فرنسا تحديدًا، يعود لوجود العديد منهم من أصول إفريقية، والذين وصلوها في وقت ليس ببعيد في محاولة منهم للانخراط في المجتمع الغربي، الأمر الذي يناسب تمامًا توجهات الحكومة الحالية المتطرفة في تل أبيب، وأيديولوجيتها الاستيطانية الفاشية"، على حد وصفه.
الحكومة الإسرائيلية تجهز خطة لاستقدام يهود #فرنسا pic.twitter.com/mOqFqWkGco
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 12, 2023
ويرى جبارين في حديث إلى "العربي"، من حيفا، أن عاملًا طبقيًا يشكل محفزًا آخر لحكومة تل أبيب، وهو أن الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية ليهود فرنسا من ذوي الأصول الإفريقية، هو أفضل نسبيًا من يهود شمال إفريقيا، وهو ما يمكّن إسرائيل من الاستثمار بشكل أفضل فيهم من الناحيتين الاجتماعية والثقافية.
إسرائيل تسعى لتغيير ديموغرافي
ويلفت جبارين إلى أن المركبات الأيديولوجية لطالما كانت محركًا للمشهد الإسرائيلي قبل أي اعتبار آخر، ففيما تتحجج إسرائيل بالوضع الاقتصادي الداخلي، والنقص في اليد العاملة، فإن 42% من نسبة الذكور البالغة أعمارهم ما بين 17 و24 عامًا من عرب الداخل، الذين بلغ عددهم 2 مليون، هم عاطلون عن العمل.
ويشير جبارين إلى أن هذه الأرقام تكشف مغزى الخطوات الإسرائيلية، التي تهدف لتغيير ديموغرافي بحت، بعيدًا عن الحجج الاقتصادية. لكن المثير للاهتمام وفق جبارين، أنه في كل مرحلة تطرح تل أبيب مشروعًا لاستقدام يهود جدد من الخارج، يبزر الحديث عن حكومة جديدة.
ويلاحظ أن واحدًا من الصراعات التي تعيشها إسرائيل، هو ما بين علمانية الدولة الصهيونية واستراتيجيتها، وما بين الاستيطان التوراتي فيها، ولا سيما أن العقلية الأولى وجدت نفسها ما بين التمسك بالرواية التوراتية القديمة، أو التمسك بالموروثات الغربية وإرادتهم بالوجود داخل النمو الاقتصادي الغربي والتغلغل به.