إسرائيل تعيد تشكيل خارطة غزة.. ما أهدافها من تقسيم القطاع؟
بهدف إحداث تغييرات جذرية في قطاع غزة، يعمل جيش الاحتلال على تقطيع أوصال القطاع، عبر إنشاء محاور عدة، مدفوعًا بتطهير عرقي بأمر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير أمنه الجديد، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن "الجيش وسع بشكل كبير جدًا محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، ووضع منشآت عسكرية ثابتة بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيه".
ويقع محور نتساريم جنوب مدينة غزة، ويمتد طوله الآن إلى ثمانية كيلومترات، وبمساحة إجمالية تبلغ 56 كيلومترًا مربعًا، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
إسرائيل تعيد تشكيل غزة وتثبت وجودها
التوسع الذي يشهده المحور يأتي على حساب مناطق جنوب مدينة غزة، ويبتلع مساحات واسعة من شمال المحافظة الوسطى، وتحديدًا منطقة شمال مخيم النصيرات، وحي الزهراء، وغيرهما.
من جهتها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية صورًا للأقمار الصناعية تؤكد أن أشغال جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر نتساريم هي جزء من مشروع ضخم يخطط له هناك، يهدف إلى إعادة تشكيل غزة وتثبيت وجوده.
وأنشأ الجيش الإسرائيلي أيضًا محورًا جديدًا يفصل مناطق شمالي غزة عن محافظة غزة، ويبدأ من محور جباليا، أو ما يسمى محور ميفلاسيم الجديد شمالًا، ويشهد توسعًا متسارعًا في السيطرة، مما يؤدي فعليًا إلى عزل مدينة غزة عن المنطقة الشمالية.
ولا يكتفي الجيش الإسرائيلي بذلك، بل يخطط أيضًا لإنشاء محور ثالث في جنوب قطاع غزة، سيعمل على فصل المحافظة الوسطى عن مدينة خانيونس في الجنوب، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ما هي خطط الاحتلال لتقسيم القطاع؟
وفي هذا الإطار، أوضح نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق قاصد محمود، أن المشروع الصهيوني قرر منذ سنوات، منذ أن تولى نتنياهو الحكومة استعادة السيطرة على غزة، وضمها كما تم ضم الضفة الغربية والقدس، كي تشمل "الدولة اليهودية" كل فلسطين.
وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمان، أضاف محمود أن ما نشهده في هذه المرحلة هو إستراتيجية عسكرية واضحة لتنفيذ سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تريد أن تصل إلى هدف واضح وهو إعادة احتلال غزة والسيطرة عليها على مراحل.
ومن هذه المراحل، حسب محمود هي السيطرة الدفاعية والأمنية، التي بدأت بالمحاور الجغرافية بدءًا بمحور نتساريم حتى يفصل الشمال عن الوسط مبدئيًا، إلى أن وسعوا هذا المحور.
وشرح محمود أن توسيع محور نتساريم يهدف إلى أن تكون القوات الإسرائيلية أكثر أمنًا، لأن وجودها في هذا المحور يجعلها أهدافًا للمقاومة وبالتالي فهو يكبدها خسائر كثيرة.
ولفت إلى أن أهداف الاحتلال تكمن في الضبط والسيطرة والدفاع والأمن، وأن يبقوا سكان غزة تحت الضغط الدائم، وعدم السماح لأي إدارة جديدة بأن تعود إلى غزة من قبل حماس إلا بإدارة متفق عليها وبتصميم ومقاييس إسرائيلية.
وأشار إلى أن الهدف من محاور الاحتلال هي مزيد من الضغط على السكان بكل الأشكال، الصحية والجغرافية والسكانية والإدارية والتعليمية.
وخلص محمود إلى أن المشهد في غزة أمام مرحلة انتقالية ستؤدي إلى غزة جديدة بكل معنى الكلمة إداريًا وجغرافيًا.