هدّدت إسرائيل أمس الأربعاء، على لسان وزير دفاعها بيني غانتس، بإعادة اجتياح لبنان، متوعدة "حزب الله" بدفع "ثمن باهظ"، في أي عملية عسكرية محتملة.
وكان غانتس قد نشر عدة تغريدات على حسابه بموقع تويتر، عقب مشاركته في إحياء الذكرى الأربعين لاجتياح لبنان العام 1982، والذي تسمّيه إسرائيل "عملية سلام الجليل".
"ستفرض ثمنًا باهظًا"
وقال غانتس: "وصلت اليوم إلى تجمع لإحياء الذكرى الأربعين لعملية سلام الجليل في كريات شمونه".
وأضاف: "حال طُلب منا القيام بعملية عسكرية في لبنان فسوف تكون قوية ودقيقة، وستفرض ثمنًا باهظًا على حزب الله ودولة لبنان"، حسب قوله.
وتوعّد غانتس بأنه "في مواجهة أي تهديد لمواطني إسرائيل، لن تكون أي بنية تحتية تستخدم لإلحاق الأذى بنا محصنة".
وسط تسريبات حول "تقاسم الحقول مع إسرائيل".. #لبنان يسلم رده الشفهي الخاص بملف ترسيم الحدود#العربي_اليوم تقرير: علي رباح pic.twitter.com/IMwZj1rpMn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 15, 2022
وأردف في هذا الصدد: "أيضًا ستتلقى جبهتنا الداخلية (صواريخ)، ولهذا السبب نحن نعدها - من خلال التحصين وتعزيز الصلة بين الجيش ورؤساء السلطات والسكان".
ومضى وزير الدفاع الإسرائيلي مهددًا "نحن جاهزون للمعركة، وإذا لزم الأمر سنسير مرة أخرى إلى بيروت وصيدا وصور".
لكن غانتس عاد وأكد أن إسرائيل لا تريد الحرب، مضيفًا: "نحن مستعدون للذهاب بعيدًا جدًا في طريق السلام والتسوية مثل ما يتعلق بالحدود البحرية بيننا وبين لبنان، والتي يجب أن نختتمها بشكل سريع وعادل".
واعتبر أن التوصل لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية، سيكون بالنسبة للاقتصاد اللبناني المحتضر بمثابة هواء للتنفس"، معربًا عن أمله بأن "يكون أيضًا خطوة مهمة في تعزيز الاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "صراعنا ليس مع مواطني لبنان، الذين مددنا لهم أيدينا عدة مرات، بما في ذلك في العام الماضي. هناك طرق للسير، يجب أن يتحلى الجانب الآخر بالشجاعة للبدء في المضي قدمًا"، حسب زعمه.
ولم يصدر على الفور تعليق من السلطات اللبنانية أو حزب الله على هذه التصريحات.
"كفاحنا ضد النفوذ الإيراني"
وفي 14 يونيو/ حزيران الجاري، اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أنه "لا يوجد نزاع غير قابل للحل مع لبنان، ولا بين الشعبين الإسرائيلي واللبناني".
وأضاف: "كفاحنا هو ضد النفوذ الإيراني المفروض على لبنان وضد النظام الإيراني، الذي يواصل نشر الكراهية والإرهاب والألم والمعاناة، ويدمر الدولة اللبنانية ويسعى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط برمته".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل تل أبيب احتلالها لأراضٍ جنوبي لبنان.
إلى ذلك، تتنازع بيروت وتل أبيب على منطقة بحرية مساحتها 860 كلم مربعًا غنية بالنفط والغاز. واتهم لبنان في وقت سابق من يونيو الجاري إسرائيل بالتعدي على حقل غاز في البحر المتوسط، غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين إلى حقل كاريش، الذي يعتبر لبنان أنه يقع في منطقة متنازع عليها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي يونيو 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان بهدف طرد التنظيمات الفلسطينية منه، تصفية للوجود الفدائي القريب من فلسطين، في حين زعمت أن نيتها حماية المستوطنات الإسرائيلية من العمليات الفدائية.