أعلن الجيش اللبناني إصابة عدد من عناصره إثر الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.
وقال الجيش عبر منصة إكس: "على إثر الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة في صيدا سقطت 3 قذائف في مركزين عائدين لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم، ما أدى إلى إصابة 5 عسكريين أحدهم بحالة حرجة، وقد نقلوا إلى المستشفيات المجاورة للمعالجة".
كما حذّرت قيادة الجيش الأطراف المعنية داخل المخيم من مغبّة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر، مؤكدة أنّ الجيش سيتخذ الإجراءات المناسبة.
مقتل 4 مدنيين في المخيم
من جهتها، أعلنت مديرة شؤون "الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس أن "المعارك في المخيم أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص وإصابة أكثر من 60 آخرين إضافة إلى فرار مئات العائلات من المخيم إلى مدينة صيدا القريبة بحثًا عن الأمان".
وأكدت أن "الأونروا تقوم مع شركائها بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة، مثل فتح مراكز إيواء في المدارس والمنشآت الأخرى لاستيعاب أكثر من 750 نازحًا مع استمرار القتال والتدمير الشديد للمنازل والمرافق في جميع أنحاء المخيم".
بتاريخ ١٠ / ٩ / ٢٠٢٣، وعلى أثر الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة ــ صيدا، سقطت ٣ قذائف في مركزَيْن عائدَيْن لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم، ما أدى إلى إصابة ٥ عسكريين أحدهم بحالة حرجة، وقد نقلوا إلى المستشفيات المجاورة للمعالجة. ٢/١https://t.co/8nlz6VIApH
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) September 10, 2023
وأفادت كلاوس بأن المجموعات المسلحة تواصل الاستيلاء على 8 مدارس تابعة للأونروا والتي توفر التعليم لـ5,900 طفل من اللاجئين"، مؤكدة تلقي المنظمة "تقارير مروعة عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدارس والمواد التعليمية المخصصة للأطفال".
كما لفتت إلى أن "المنظمة تنظر حاليًا في البدائل لاستيعاب الأطفال من مخيم عين الحلوة حتى يبدأوا العام الدراسي مع أقرانهم في 2 أكتوبر/ تشرين الأول ولا يخسروا حقهم في التعليم".
تراجع حدة الاشتباكات
وتراجعت حدة الاشتباكات بين حركة فتح وتنظيمات إسلامية مسلحة داخل المخيم بعد أن كانت قد اشتدت طوال النهار على محاور عدة، ولا سيما البركسات الطوارئ وحطين وجبل الحليب.
وأصدر "الشباب المسلم" بيانًا طلب فيه وقف إطلاق النار والتزامه به "حقنًا للدماء داخل المخيم"، فيما عمم المسؤول في التنظيم هيثم الشعبي تسجيلًا صوتيًا يطلب فيه من جميع عناصره الالتزام بوقف إطلاق النار "رأفة بالشيوخ والأطفال وبمشاهد التهجير التي يشهدها المخيم".
ولفت عضو قيادة حركة فتح الدكتور رياض أبو العينين، في تصريحات صحافية، إلى أنه "كان على الشباب المسلم المسارعة إلى تسليم قتلة العميد أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وتنفيذ مقررات اجتماع سفارة دولة فلسطين من أجل إنهاء الاشتباكات وتثبيت وقف إطلاق النار".
تعيد قيادة الجيش تحذير الأطراف المعنية داخل المخيم من مغبّة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر، وتؤكد أنّ الجيش سيتخذ الإجراءات المناسبة. ٢/٢#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/EiZdBL5BPq
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) September 10, 2023
وأكّد أن "حركة فتح ملتزمة بقرار وقف إطلاق النار، ولكن في كل مرة نعمل على تنفيذه تُفاجأ عناصرنا بهجوم وبإطلاق نار باتجاهها، ما يضطرها للرد على مصادر النيران، وبالتالي اشتعال محاور الاشتباك من جديد".
وقال أبو العينين: "كما نحن حريصون على وقف إطلاق النار، مصرون في الوقت نفسه على تسليم القتلة من أجل سحب فتيل التفجير ومحاسبة كل من تخول له نفسه العبث بأمن شعبنا ومخيمنا".
5 قتلى وعشرات الجرحى
أما على الصعيد الطبي، فأشار أبو العينين إلى أن حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها يوم الخميس هو خمسة قتلى و52 جريحًا، موضحًا "أن هناك 7 نقاط لفرقنا الطبية منتشرة عند محاور الاشتباكات داخل المخيم، تعمل على نقل الجرحى ومعالجة الحالات التي لا يستدعي نقلها ميدانيًا".
وكان المدير العام للأمن العام بالإنابة، العميد إلياس البيسري قد دعا "الفصائل الفلسطينية وهيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، إلى اجتماع طارئ في مقر المديرية العامة، وذلك يوم غد الإثنين، لبحث الوضع الأمني في المخيم".
وأفاد "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الفلسطينيين نجحوا في دفع القوى الأمنية اللبنانية لتفكيك خيام أنشأها الصليب الأحمر اللبناني لإيواء المهجرين من مخيم عين الحلوة.
كما أشار مراسل "العربي" إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي وجّها بلدية صيدا لوقف العمل ببناء مخيم لإيواء النازحين عند مدخل المدينة.
وأمس السبت، دعا الجيش اللبناني "جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة".
وبموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، لا يدخل الجيش إلى المخيم، حيث تتولى الفصائل الفلسطينية نوعًا من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.