ذكرت الرئاسة الروسية، اليوم الثلاثاء، أن المملكة المتحدة لم تطلب تدخل روسيا لصالح البريطانيين اللذين حكم عليهما بالإعدام من قبل انفصاليين موالين لروسيا في أوكرانيا، وكانا يقاتلان إلى جانب القوات الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين: إن السلطات البريطانية "لم تتوجه لروسيا".
وأضاف خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافة: "سيعتمد الأمر بالطبع على طلب لندن لكنني متأكد من أن الجانب الروسي سيكون مستعدًا للإصغاء".
وكان البريطانيان أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون أسروا في أوكرانيا، عندما كانوا يقاتلون في صفوف القوات الاوكرانية. وكان قد أُلقي القبض على الرجال الثلاثة، بعد أن اجتاحت روسيا الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط.
وحكمت السلطات الانفصالية في دونيتسك عليهم بالإعدام في 9 يونيو/حزيران الجاري بتهمة القيام بأعمال مرتزقة. وقال محاميهم إنهم سيستأنفون القرار.
ووفقًا لعائلتي البريطانيين، استقر الرجلان في البلاد عام 2018، وشريكتيهما من أوكرانيا وخدما في الجيش الأوكراني لعدة سنوات وبالتالي ليسوا مرتزقة.
واعترف بينر وسعدون بالذنب، قبل أقل من 24 ساعة على صدور الحكم فيما يتعلق بارتكاب أعمال تهدف إلى الاستيلاء العنيف على السلطة، حسبما أظهر مقطع مصور نشرته وكالة ريا نوفوستي للأنباء. وبدا أن أسلين أقر بأنه مذنب في تهمة أدنى درجة تتعلق بأسلحة ومتفجرات.
واعتبر بيسكوف أن على لندن التواصل مع السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة دونيتسك التي أعلنت استقلالها، ولم تعترف بها سوى روسيا قبل أيام قليلة من شن هجومها العسكري الواسع ضد أوكرانيا.
ومضى بيسكوف قائلًا: "بالطبع يجب التوجه إلى سلطات الدولة التي أصدرت محكمتها الحكم، وهي ليست روسيا".
و"جمهورية دونيتسك الشعبية" هي واحدة من منطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في منطقة دونباس شرق أوكرانيا والتي تقول روسيا إنها تقاتل من أجل "تحريرها" من القوات الأوكرانية.
وقبل التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، مباشرة، اعترفت موسكو بهما دولتين مستقلتين، في خطوة استنكرتها أوكرانيا والغرب باعتبارها غير مشروعة.
سعي بريطاني للإفراج عنهم
وصباح الثلاثاء أشارت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إلى أنها تبذل قصارى جهدها للإفراج عن مواطنيها.
وقالت تراس لبي بي سي: "أفعل كل ما بوسعي بأفضل طريقة ممكنة والتي أعتقد أنها الطريقة الأكثر فعالية" مضيفة أنها لا تريد الكشف عن إستراتيجيتها.
كما وصفت مواطنيها بأنهما "أسرى حرب"، وعليهما الاستفادة من الحماية المنصوص عليها في القانون الدولي.
وألقت القوات المدعومة من روسيا القبض على البريطانيين أسلين وبينر في ماريوبول في أبريل/ نيسان خلال معركة مريرة للسيطرة على المدينة. في حين استسلم المغربي سعدون في مارس/ آذار أثناء قتاله في بلدة صغيرة بين ماريوبول والعاصمة الإقليمية دونيتسك.