إلى أين تتجه الأمور بين السودان وأثيوبيا في ظل التوتر المتصاعد؟
تتواصل فصول أزمة الحدود بين السودان وأثيوبيا على وقع التصريحات الحادة المتبادلة. ففي ظل وساطة افريقية لفض النزاع وخفض التوتر، تصاعد الجدل بين البلدين حول تدخل أطراف أخرى في تجييش الأزمة.
وترتبط أزمة الحدود بعوامل متعددة بينها ملفات عالقة في المنطقة كأزمة اقليم تيغراي الاثيوبي وسد النهضة.
ويسقط على حدود السودان الشرقية مع أثيوبيا كل عام عشرات القتلى اثر صراعات القبائل بين بعضها ومؤازرة الجيوش لها. وقبل أشهر تقدم السودان نحو تلك الحدود لبسط سيطرته عليها.
وفي أحدث فصول الأزمة بين البلدين، تتهم أثيوبيا السودان بارتهان قراره لطرف ثالث، ويرد السودان بأن ذلك تطاول لا يُغتفر. ويقول البعض إن المقصود من تلميحات الاثيوبيين معروف وهو القاهرة.
ومن بوابة سد النهضة يحذر المصريون السودانيين من أن اثيوبيا تفضل المراوعة. أما في تيغراي فهناك وجه آخر لتداخل الأزمات حيث يقول السودان إنه ملتزم الحياد إلا أن ذلك يثير توجس الاثيوبيين.
"التغيير الداخلي يدفع للتصعيد"
يقول الباحث المتخصص في شؤون القرن الافريقي عبد الوهاب الطيب البشير إن التصعيد بين السودان واثيوبيا حول مسألة الحدود له دوافع عديدة، أبرزها التغيير الداخلي الذي يحصل في كل من اثيوبيا بعد صعود رئيس الوزراء آبي أحمد الى السلطة، وفي السودان بعد وصول رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
ويتحدث الطيب البشير عن ضغط تجريه مجموعة الأمهره في اثيوبيا على رئيس الوزراء حول الحدود مع السودان، معتبرًا في هذا الاطار بأن هناك تصديرًا للأزمات الداخلية الى الخارج.
"شخصنة المشاكل"
في المقابل، يعتبر الكاتب محمد العروسي أن البعض يريد شخصنة المشاكل حول الحدود وسد النهضة وربطها بمجموعة معينة كالأمهرة في وقت أن ذلك ليس الواقع.
ويقول إن اثيوبيا تريد أن تقول من خلال مواقفها بأنها الضحية في هذا الصراع في وقت أنها تُتهم بأنها المعتدي. ويسأل:" ما الذي أيقظ العمليات العسكرية وأصحابها في أن يشعروا بأن هناك أراضٍ تحتلها اثيوبيا؟"
ويدعو العروسي الى قيام خطابات ذات مصداقية في هذا الاطار.
"المواجهة العسكرية قد تتكرر"
ويرى الباحث في جامعة لندن مارتن بلوت أن المواجهة العسكرية بين السودان واثيوبيا قد تتكرر، معتبرًا أن ذلك أمر محزن لأن افريقيا لا تحتاج الى مزيد من المواجهات على أراضيها.
ويقول بأن هذه المنطقة الحدودية مُنحت للسودان ولكنها كانت محتلة من قبل مزارعين من الأمهره الذين كانوا محميين من القوات الاثيوبية.
ويضيف بلوت بأنه وعند "بدء الصراع في اقليم تيغراي سحب الاثيوبيون قواتهم لأنهم أرادوا مشاركتها في معارك الاقليم، وعندها اغتم الجانب السوداني الفرصة وسيطر على هذه الأراضي".