أعلنت الشرطة الفرنسية اليوم الثلاثاء مصرع 5 مهاجرين غير نظاميين على الأقل بينهم طفل ليلًا، أثناء محاولتهم عبور المانش من منطقة قريبة من بلدة ويميرو الفرنسية إلى بريطانيا.
وتأتي هذه المأساة الجديدة في وقت يخوض فيه مهاجرون يتحدر العديد منهم من الشرق الأوسط وإفريقيا، الرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر أملًا بمستقبل أفضل في بريطانيا.
عملية إنقاذ معقدّة
في التفاصيل، كشفت صحيفة "لا فويس دو نورد" أنه جرى إنقاذ نحو 100 مهاجر في وقت مبكر اليوم الثلاثاء في عملية شاركت فيها 3 طائرات هليكوبتر وعدة قوارب إنقاذ.
بينما أكد خفر السواحل الفرنسي أن الشرطة أجرت عملية إنقاذ لمهاجرين، أسفرت العملية عن "العثور على عدة جثث" بعد محاولة فاشلة لعبور القنال الإنكليزي.
وقال متحدث باسم خفر السواحل، إن عناصر الخفر ما زالوا يعملون في البحر بعد ما وصفه المسؤول بأنه صباح "مزدحم" في ظل ما شهده من عدة محاولات للعبور.
ويلجأ المهاجرون بشكل متزايد إلى القوارب التي تبحر في الممرات المائية الداخلية في إطار سعيهم للوصول إلى بريطانيا، وذلك لتجنّب الدوريات التي تم تكثيفها على السواحل الفرنسية.
والقنال الإنكليزي بين فرنسا وبريطانيا يعد من أكثر ممرات الملاحة ازدحامًا في العالم، كما أن تياراته قوية مما يجعل عبوره على متن قوارب صغيرة أمرًا خطيرًا.
لكن مهربو البشر يقومون رغم ذلك بتكديس أعداد كبيرة من المهاجرين على قوارب متهالكة بما يتركها بالكاد قادرة على الطفو، ويجعلها عرضة للغرق بسهولة نتيجة لارتطام الأمواج أثناء محاولة الوصول إلى الشواطئ البريطانية.
أزمة الهجرة في بريطانيا
وجرت محاولات للعبور بعد أن أقر مجلس اللوردات البريطاني مساء أمس الإثنين، تشريعًا سيسمح للحكومة البريطانية بإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا بدلًا من انتظارهم في بريطانيا لحين البت في طلباتهم.
وتواجه حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ضغوطًا متزايدة للحد من عدد عمليات العبور، خصوصًا بعد الوعود القائمة على تشديد نهجها حيال الهجرة في أعقاب انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
لكن الأمم المتحدة وأعلى هيئة حقوقية أوروبية، حضّت لندن اليوم الثلاثاء على إلغاء خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
وسجّل المسؤولون البريطانيون وصول 5373 مهاجرًا إلى سواحل جنوب شرق إنكلترا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بعدما عبروا المانش على متن قوارب صغيرة، بحسب وزارة الداخلية البريطانية.