Skip to main content

إيران.. وفاة سجين بـ"تسمم" تثير المخاوف وسط اتهامات بالإهمال

الإثنين 22 فبراير 2021
تقارير تتحدث عن أن وفاة بهنام محجوبي حدثت بعد حرمانه من الرعاية الطبية المناسبة

أعرب ناشطون عن مخاوفهم من أن يكون سجين إيراني موقوف على خلفية تظاهرة لأتباع إحدى الطرق الصوفية في العام 2018، قد توفي في الحجز نتيجة تقاعس السلطات عن تأمين الرعاية الصحية اللازمة له، وذلك بعدما نُقل إلى مستشفى في وقت سابق هذا الشهر نتيجة تدهور حالته الصحية.

وأدين بهنام محجوبي بعد مشاركته في تظاهرة في فبراير/ شباط 2018 لأتباع طريقة صوفية يعرفون باسم "كنابادي"، حيث بدأ في يونيو/ حزيران تمضية عقوبة السجن لعامين.

وقال أنصار له وجماعات حقوقية، مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية: إنه عانى أثناء احتجازه من نوبات هلع وتعرض للتعذيب والحرمان المتعمد من الرعاية الطبية.

وأكدت الباحثة الإيرانية في "هيومن رايتس ووتش" تارا سبهري فار إن "ثمة مزاعم خطرة عن إهمال السلطات لحالة محجوبي الطبية لفترة طويلة". وشدّدت على وجوب "التحقيق في هذه المزاعم، بما في ذلك وجود أي مسؤولية جنائية".

في المقابل، أفادت منظمة السجون الإيرانية بأن محجوبي كان يعاني "من تسمم حاد على خلفية الاستهلاك الاعتباطي للأدوية، وتم إرساله بشكل فوري الى أحد مستشفيات طهران".

سياسة غير إنسانية

وعندما نُقل محجوبي إلى المستشفى، أعرب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن "قلقه الشديد من انعدام الشفافية" بعدما دخل في غيبوبة في 12 فبراير/ شباط.

وكشفت منظمة العفو الدولية في وقت سابق أن محجوبي "عانى من التعذيب على مدى أشهر، بما في ذلك الحرمان المتعمد من الرعاية الطبية".

بدوره، لفت هادي غيمي المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك، إلى أن "وفاة بهنام محجوبي مأساة حدثت بعد حرمانه من الرعاية الطبية المناسبة". ووصف ذلك بأنه "سياسة غير إنسانية" من جانب دولة معتادة على "ترهيب السجناء في إيران ومعاقبتهم".

وكانت تقارير نشرتها وسائل إعلام خارج إيران ذكرت أنّه بعد تعرّضه لنوبات هلع، نُقل محجوبي في البداية إلى عيادة في سجن "إيفين" في طهران حيث أعطِي دواءً، لكنّه فقد وعيه بعد ذلك. من ثم نُقل إلى مستشفى "لقمان" في العاصمة الإيرانية حيث لم يُسمح لأقاربه بزيارته.

وجاء في بيان منظمة السجون الإيرانية أن رفاق محجوبي في الزنزانة زعموا أنه "تعاطى بشكل متعمد وبدون استشارة طبية الكثير من أدويته، وأدوية سجناء آخرين".

وتداول ناشطون شريط فيديو قالوا إنه يُظهر والدته وتقول فيه إنها "لن تسمح" بدفن جثته حتى الانتهاء من تشريحها.

محاسبة المسؤولين

ولاقى خبر وفاة السجين تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب الناشطون المؤسسات الدولية بمحاسبة طهران على وفاة محجوبي.

وكانت تظاهرة العام 2018 من الأكبر لأتباع الطرق الصوفية في إيران خلال الأعوام الماضية. وخلال التحركات التي جرت في شمال طهران، قُتل خمسة من عناصر الأمن وأوقِف أكثر من 300 شخص.

وواجهت إيران خلال الأشهر الأخيرة انتقادات متزايدة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، في وقت تتكثف الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق المتعلق ببرنامجها النووي الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

المصادر:
أ ف ب / تويتر
شارك القصة