تواجه شريحة كبيرة من العمال في سوريا ظروفًا صعبة بسبب ندرة الأعمال، فضلًا عن الابتزاز وهضم حقوقهم، ويتعلق الأمر بعمال المياومة الذين يجابهون عقبات لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعوائلهم، مع ارتفاع الأسعار وسوء الواقع الاقتصادي.
فبمقابل أجر لا يتجاوز الـ4 دولارات، يعمل حسين الراعي مياومًا لمدة 9 ساعات، وأغلب المهن التي يقوم بها شاقة للغاية؛ ومع أن الأجر لا يناسب أبدًا الجهد المبذول، لكن لا بديل أمامه.
ويقول الراعي: إن "المصروف لا يكفيه، فهو لديه 7 أولاد، لكنه يعمل من أجل أن يعيش".
ووضعت الظروف شريحة كبيرة من العمال المياومين في موقف لا خيار فيه، حيث يضطرون للانتظار لساعات طويلة في قيظ الصيف وبرد الشتاء، لعل أحد أرباب المصالح يكون بحاجة إلى جهد عامل ولو لساعة واحدة ولو بأجر زهيد.
وغالبًا ما يعود أغلب هؤلاء العمال إلى بيوتهم دون أن يجدوا من يحتاج إلى جهودهم.
وفي هذا الإطار، يوضح الناشط الحقوقي نايف شعبان، أنه لا توجد رقابة على الحد الأدنى للأجور، مشيرًا إلى أن الجهات المختصة لا تتدخل بهذا الأمر.
ويسأل: "لا أدري لماذا؟ هل هي لا تتدخل كسلًا، أو لا تريد أن تتدخل أساسًا في هذا المجال؟".
فلا وصف لواقع العمال المياومين في منطقة اكتظت فجأة بعشرات الآلاف ممن فقدوا مصالحهم وأرزاقهم وبيوتهم، فظروف الحرب والحصار جعلت الأنشطة الاقتصادية في حدودها الدنيا.
وفي ظل غياب مؤسسات رعاية أو نقابات تدافع عن حقوق العامل المياوم، فلا جدوى من المطالبة، وإلا فقد يضيع هذا النزر اليسير من الرزق المغمس بالقهر كما يقولون.
وتجاوزت نسب البطالة في إدلب وريفها بحسب منسقي استجابة سوريا الـ88%، وأمسى سوق العمل متخمًا بالباحثين عن أي عمل ولو كان مؤقتًا، يؤمنون من خلاله خبز يومهم، وسط غياب تام للنقابات ولأبسط الحقوق، حسب مراسل "العربي".