بعد نحو 5 أشهر من القطيعة والتصعيد المتبادل، يستعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإجراء أول مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وسيركز الاتصال الذي سيجري في الأيام المقبلة على محادثات لتبادل السجناء بين البلدين بحسب بلينكن.
ورغم التصريحات الأميركية، إلا أن الرد الروسي جاء على لسان المتحدث باسم الكرملين الذي أكد عدم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن وأن هذه الأمور عادة ما تُدار بعيدًا عن الإعلام.
الخارجية الأميركية أكدت أن الاتصال لن يشمل بحث الحرب في أوكرانيا "نظرًا إلى أن أي مفاوضات بشأن أوكرانيا يجب أن تجرى بقرار من شعبها".
لكن بلينكن أكد أنه سيبحث مع لافروف الاتفاق الروسي الأوكراني لتصدير 25 مليون طن من الحبوب والذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في إسطنبول بوساطة تركية ورعاية أممية.
هل تنجح مفاوضات تبادل السجناء؟
وفي هذا الإطار، رأى المستشار الإستراتيجي في الحزب الديمقراطي ريتشارد غودستين أن الرئيس الأميركي جو بايدن يملك تاريخًا حافلًا في تبادل السجناء مع دول أخرى وليس فقط روسيا.
غودستين الذي أشار في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن تبادل السجناء قد يكون مفيدًا لروسيا أيضًا، شدد على أن الاتصال بين وزيري الخارجية لن يخوض بمفاوضات حول أمور أخرى.
وقال إن روسيا أظهرت أنها قد تعد بأمر ما ولا تفي به وتفعل العكس بعد ذلك، والولايات المتحدة والجانب الأوكراني والدول الأخرى يعلمون هذه الحقيقة عندما يتعاملون مع موسكو.
وتوقع غودستين حصول بعض النجاح في المفاوضات بين بلينكن ولافروف في الجانب المتعلق بتبادل السجناء، إلا أنه لفت إلى أنه لا يمكن توقع نجاح أوسع في هذه المحادثات في ما خص موضوع تصدير الحبوب.
"لا اختراق في العلاقات الأميركية الروسية"
المستشارة في مركز العلاقات الدولية في موسكو إيلينا سوبونينا كشفت أن موسكو مهتمة في عملية تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، لافتة إلى أن روسيا اقترحت منذ فترة طويلة تبادل الروسي فكتور بوت المعتقل في الولايات المتحدة بمعتقلين أميركيين في روسيا.
واعتبرت في حديث إلى "العربي" من موسكو أن اللافت للنظر هو أن الولايات المتحدة بدأت بالاستجابة لهذا الأمر حاليًا.
سوبونينا التي تساءلت حول توقيت استجابة واشنطن والبحث في تبادل السجناء، قالت: "يبدو أنهم (الأميركيين) يريدون أن يحافظوا على أي خط اتصال ديبلوماسي وسياسي مع روسيا وهذا يشكل مؤشرًا إيجابيًا".
إلا أن سوبونينا شددت على أن هذه الخطوة لا يمكن أن تشكل اختراقًا في العلاقات ما بين والولايات المتحدة وروسيا.
اعتباران وراء الخطوة الأميركية
بدوره، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري أن هذا الاتصال بين لافروف وبلينكن الذي سيأتي بعد قطيعة دامت أشهرًا يؤشر إلى أن واشنطن وموسكو استنتجتا بأن ما يجري في أوكرانيا طريق مسدود لكل الأطراف.
واعتبر في حديث إلى "العربي" من عمّان أن وزير الخارجية الأميركي هو من قدم التنازل لأنه بادر إلى هذه الخطوة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تريد من وراء هذه الخطوة تحقيق اختراق في العلاقات الثنائية مع روسيا.
وقال إن هناك اعتبارين وراء هذه الخطوة الأميركية، أولهما داخلي في ظل الانتخابات النصفية المقبلة في نوفمبر، والثاني "يتمثل في تقديم سلّم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يجلس على أعلى الشجرة من أجل البدء في مفاوضات يمكن أن تفضي إلى شيء ما".
وأضاف أن هذا الاتصال يأتي في محاولة لحلحلة الأمور والبدء في تدشين مسار تفاوضي يمكن أن يفضي إلى شيء ما.