السبت 21 Sep / September 2024

اتفاقيات بين نيودلهي وموسكو.. بوتين من الهند: نيودلهي قوة كبرى وصديق موثوق

اتفاقيات بين نيودلهي وموسكو.. بوتين من الهند: نيودلهي قوة كبرى وصديق موثوق

شارك القصة

قضايا الدفاع والطاقة ستهيمن على المحادثات بين موسكو ونيودلهي (تويتر)
قضايا الدفاع والطاقة ستهيمن على المحادثات بين موسكو ونيودلهي (تويتر)
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مواقف بلاده والهند "متطابقة أو شبه متطابقة حيال معظم القضايا العالمية والأمنية المهمة".

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين أن الهند "قوة كبرى" وذلك لدى وصوله إلى نيودلهي في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون في مجال الطاقة مع حليف تقليدي تتقرب منه واشنطن.

وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس الروسي إلى الخارج منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19، حيث تغيّب عن قمة مجموعة العشرين ومن ثم "كوب-26" للمناخ، بعد قمة عقدها مع نظيره الأميركي جو بايدن في جنيف في يونيو/ حزيران الماضي.

توقيع اتفاقيات عسكرية

وقال بوتين في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الهندية وإلى جانبه رئيس الوزراء ناريندرا مودي "نعتبر الهند قوة كبرى، دولة صديقة، وصديق موثوق".

وعقد وزيرا خارجية ودفاع روسيا والهند محادثات اليوم الإثنين قبيل وصول بوتين إلى العاصمة الهندية.

ووُقع عدد من الاتفاقيات والعقود لشراء أسلحة صغيرة والتعاون العسكري، وفق ما أعلن وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ على تويتر.

كما أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن مواقف موسكو ونيودلهي "متطابقة أو شبه متطابقة حيال معظم القضايا العالمية والأمنية المهمة".

وفي إطار محاولتها التعامل مع تزايد النفوذ الصيني، أسست واشنطن حوار "كواد" الأمني مع الهند واليابان وأستراليا، في خطوة أثارت قلق بكين وموسكو على حد سواء.

وكانت الهند مقرّبة من الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة، وهي علاقة استمرت ووصفها الطرفان بـ"الشراكة الإستراتيجية الخاصة والمميزة".

"زيارة رمزية"

من جانبه، رأى ناندان أونيكريشنان الباحث في مؤسسة "أوبزرفر للأبحاث" في نيودلهي أن زيارة الرئيس الروسي تعتبر "رمزية بدرجة كبيرة".

وأضاف: "كانت هناك العديد من التكهنات حيال طبيعة العلاقة الهندية - الروسية وبشأن إن كانت تتشظى بسبب تقارب روسيا مع الصين من جهة والهند مع الولايات المتحدة من جهة أخرى، لكن هذه الزيارة تضع حدا لكل ذلك".

إلا أنه سيتعيّن على بوتين التعامل مع توازنات إقليمية معقّدة، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين نيودلهي وبكين، الحليف التقليدي لموسكو، بعد اشتباكات دامية في منطقة متنازع عليها في الهيمالايا.

ولفتت تاتيانا بيلوسوفا من جامعة "أو بي جندال غلوبال" في هريانا إلى أن "نفوذ روسيا في المنطقة محدود للغاية نظرًا إلى علاقاتها القوية مع الصين وعدم رغبتها في التصرّف بشكل يتعارض مع مصالح الصين الإقليمية".

بدء عملية تسليم منظومة "اس 400"

وكان الكرملين ذكر الأسبوع الماضي بأن قضايا الدفاع والطاقة ستهيمن على المحادثات، فيما سيحضر أيضًا رئيس مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "روسنفت" إيغور سيتشين نظرًا إلى وجود "عدد من اتفاقيات الطاقة المهمة" المطروحة على طاولة النقاش.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان الشهر الماضي: إنّ "الزعيمين سينظران في وضع وآفاق العلاقات الثنائية وسيناقشان سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين".

ولطالما كانت روسيا مزوّدًا رئيسًا للأسلحة إلى الهند، التي تتطلع إلى تحديث قواتها المسلحة. ومن أهم العقود القائمة حاليًا بين الطرفين عقد لمنظومة "إس-400" الصاروخية الدفاعية.

وتم توقيع الاتفاق البالغة قيمته أكثر من خمسة مليارات دولار في 2018. وذكرت تقارير أن عملية التسليم بدأت، لكن الأمر يهدد بزعزعة العلاقة بين نيودلهي وواشنطن.

وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات بموجب "قانون مكافحة أعداء أميركا عبر العقوبات" الهادف لكبح جماح روسيا، فيما أشارت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إلى عدم وجود أي قرارات ترتبط بمنح الهند استثناءات في هذا الصدد.

وقالت بيلوسوفا: "إنه أمر لافت للغاية أن الصين أبقت على قرارها المضي قدمًا باتفاقية إس-400، رغم عدم موافقة الولايات المتحدة عليها".

ولطالما سعت الهند لتنويع وارداتها العسكرية، لكن المحللين يعتقدون بأن ابتعادها عن روسيا قد يستغرق بعض الوقت.

وبالنسبة إلى أونيكريشنان، فإن المعدات العسكرية "بالغة الأهمية" بالنسبة إلى الهند نظرًا للتوتر مع باكستان الذي "لا هوادة فيه". وأضاف: "ستحاول تغذية كل ما يلزم لضمان ذلك".

كما تسعى الهند إلى زيادة إنتاجها المحلي وأطلقت مشروعًا مشتركًا مع روسيا لتصنيع بنادق هجومية من طراز "أيه كي-203".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close