ذكرت وسائل إعلام أنّ رؤساء ومسؤولين عرب، بينهم الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، وغيرهم، شاركوا اليوم الثلاثاء، في اجتماع موسّع حضره وفد إسرائيلي ترأسه وزيرة البيئة تمار زاندبرغ.
وقد عقد هذا الاجتماع ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تستضيف دولته أعمال "كوب27"، إضافة إلى مسؤولين آخرين، وأعربت خلاله الوزيرة الإسرائيلية عن "سعادتها" بحضور القمّة.
وفي كلمتها، قالت وزيرة البيئة الإسرائيلية: "من دواعي فخري أن أكون معكم اليوم.. وأعبر عن مدى سعادتي لمشاركة إسرائيل في هذا المؤتمر والمبادرة. أتقدّم بكل التهاني للرئيس السيسي على استضافة هذا المؤتمر المهم وهذه المبادرات تجاه التغير المناخي".
وجاء هذا الاجتماع ليفجّر جدلًا جديدًا في الأوساط العربية، بعد جدل فجّره فيديو لرئيسة وزراء تونس نجلاء بودن على هامش قمّة المناخ، وهي تتبادل "الابتسامات والحديث الودّي" مع الرئيس الإسرائيلي، أثناء التقاط الصورة التذكارية للقادة المشاركين، وهو ما أثار غضبًا في تونس.
انتقادات وجدل واسعين من حديث رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن بشكل ودي إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ المصرية، خاصة أن #تونس لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب pic.twitter.com/jy3SZ7wumC
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) November 8, 2022
ميقاتي يوضح.. "ضجّة مفتعلة"
وتعليقًا على هذا الجدل، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بيانًا نفى فيه حصول أيّ تواصل بين الأخير وأيّ مسؤول إسرائيلي بالمطلق، محمّلًا الإعلام الإسرائيلي مسؤولية "افتعال الضجّة" على حد وصفه.
وأوضح البيان: أنّ الاجتماع الموسع الذي عقد على هامش قمة شرم الشيخ، "تم بدعوة من رئيسي مصر عبد الفتاح السيسي وقبرص نيكوس أناستاسيادس وبحضورهما وبمشاركة دولية وعربية واسعة، على غرار سائر فعاليات مؤتمر المناخ".
وشدد البيان على أن "الاجتماع لم يتخلله على الإطلاق أي تواصل مع أي مسؤول إسرائيلي"، معتبرًا أن "الضجة التي يفتعلها الإعلام الإسرائيلي في هكذا مؤتمرات باتت معروفة الأهداف، فاقتضى التوضيح".
وخاض لبنان وإسرائيل عدة حروب، ولا تعترف بيروت بإسرائيل التي لا تزال تحتل أراضي لبنانية، علمًا أنّ الجانبين وقّعا بشكل منفرد في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية.
وقد حرص لبنان على نفي أي بعد "تطبيعي" للاتفاق، مؤكدًا أنّه لن ينعكس على العلاقات السياسية التي ستبقى على حالها، وهو ما أكّده ميقاتي نفسه في حديث سابق إلى "العربي"، حيث شدّد على أنّ لبنان "لم يوقّع اتفاقًا مع العدو الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
رئيس حكومة تصريف الأعمال في #لبنان #نجيب_ميقاتي بشأن اتفاق ترسيم الحدود: نحن لم نوقع اتفاقا مع العدو الإسرائيلي@Najib_Mikati pic.twitter.com/dLuPTCEVyU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 3, 2022
"رئيسا وزراء لبنان وتونس لم يردا عليه"
في غضون ذلك، كشف مكتب الرئاسة الإسرائيلية، الثلاثاء، النقاب عن تفاصيل واقعة صورة جماعية لقادة العالم بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية، مبينًا أن الرئيس إسحاق هرتسوغ قدم نفسه لرئيسي وزراء تونس ولبنان دون رد من الأخيرين.
وانطلقت فعاليات قمة المناخ على المستوى الرئاسي الأحد بشرم الشيخ شرقي مصر، وسط حضور عدد من القادة والوفود من مختلف أنحاء العالم.
وذكر بيان لمكتب الرئاسة الإسرائيلية أنه خلال الصورة الجماعية لقادة العالم في القمة بمصر الإثنين، "التفت الرئيس إلى القادة الذين يقفون بجانبه وقدم نفسه، كما تملي الأخلاق"، وفق زعمه.
وأضاف البيان: "عندما قدم الزعماء أنفسهم لبعضهم البعض كان رئيسا وزراء تونس (نجلاء بودن) ولبنان (نجيب ميقاتي) يقفان في مكان قريب وكان مفهومًا بينهما أنهما لا يستطيعان الكلام.. كان هذا هو الحديث الكامل بين القادة الثلاثة".
1/3 صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاتي: يتم التداول الاعلامي بخبر مشاركة وزيرة اسرائيلية في ورشة عمل متخصصة في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ ضمت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى جانب وفدي العراق وفلسطين ...#مجلس_الوزراء #نجيب_ميقاتي
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) November 8, 2022
والتقى هرتسوغ على هامش القمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
ووفق البيان قال هرتسوغ: "إن أزمة المناخ تهدد وجود المستقبل الذي نتمناه لأطفالنا.. إنها تتجاوز السياسة والحدود الجغرافية".
وأضاف: "أقول لجميع الدول في COP 27 (قمة المناخ) خاصة لجيراننا القريبين والبعيدين إن حالة الطوارئ هذه تتطلب أن نعمل معًا".