Skip to main content

احذروا السهر.. نوم التعافي قد لا يصلح ما أفسده الحرمان منه

الأحد 15 سبتمبر 2024
قد يسبب الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة درجة من الضعف الوظيفي في الجسد- غيتي

شارك بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا في ما يُسمّى "تحدي عدم النوم"، وقام نورمي، أحد مستخدمي يوتيوب البالغ من العمر 19 عامًا، ببث مباشر لمحاولته تحطيم الرقم القياسي العالمي لأيام متتالية دون نوم.

لكن هذه المحاولة أدت إلى حظر الشاب من منصات التواصل الاجتماعي نظرًا لخطورة التحدي وتبعاته الصحية، بحسب موقع "سينس أليرت".

تداعيات الحرمان من النوم الصحية 

وأنهى الشاب التحدي بمدة "لا نوم" تبلغ 264 ساعة و24 دقيقة دون أن يكسر الرقم القياسي في مجموعة غينيس الذي حطّمه روبرت ماكدونالد بعد أن أمضى 19 يومًا دون نوم في عام 1986.

لكن موسوعة غينيس للأرقام القياسية توقفت في عام 1997 عن رصد الرقم القياسي لأطول فترة دون نوم لأسباب تتعلق بالسلامة، لأن البقاء دون نوم لفترات طويلة يعد أمرًا خطيرًا للغاية.

وبحسب "سينس أليرت"، يرتبط عدم القدرة المزمنة من الحصول على قسط كافٍ من النوم بزيادة خطر الإصابة بحالات متعددة مثل الاكتئاب والسكري والسمنة والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.

تشمل أعراض الحرمان الحاد من النوم انتفاخ العينين وتهيجها والتدهور المعرفي- غيتي

فالنوم هو جزء مهم من روتين الإنسان اليومي، حيث يمكّن العديد من أنظمته الجسدية من الراحة والتركيز على الإصلاح والتعافي. وينصح البالغون بالنوم لأكثر من سبع ساعات في الليلة بشكل منتظم.

خلال المراحل الثلاث الأولى من النوم، يتولى الجهاز العصبي السمبتاوي، الذي ينظم الراحة والهضم، السيطرة، مما يقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم.

وفي المرحلة النهائية، مرحلة حركة العين السريعة (REM)، يزداد نشاط القلب وتتحرك العينان، وهي المرحلة الأساسية للوظائف المعرفية مثل الإبداع والتعلم والذاكرة.

ويمكن أن يكون الحرمان من النوم حادًا أو مزمنًا. وقد يحدث الحرمان الحاد في حال عدم النوم ليوم أو يومين.

وعلى الرغم من أنها قد تبدو فترة زمنية قصيرة، لكن الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة قد يسبب درجة من الضعف الوظيفي. 

أعراض الحرمان من النوم

وتشمل أعراض الحرمان الحاد من النوم انتفاخ العينين وتهيجها وظهور الهالات الداكنة تحتها، بالإضافة إلى التدهور المعرفي، وضباب الدماغ، والرغبة الشديدة في تناول الطعام.

وخلال اليوم الثاني دون نوم، تزداد حدة الأعراض وتحدث تغيرات سلوكية وتتراجع الوظائف الإدراكية بشكل أكبر. وتصبح حاجة الجسم للنوم أقوى مما يسبب "نوبات نوم لاإرادية تدوم حوالي 30 ثانية.

وتزداد حاجة الجسم للطعام وكذلك الاستجابات الفسيولوجية مثل الالتهابات الجهازية وضعف الاستجابة المناعية، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

يمكن أن تؤدي فترة الـ 24 ساعة الثالثة إلى رغبة يائسة في النوم، مما يزيد من احتمالية النوم لفترة أطول، وتبدد الشخصية - مشاعر الانفصال عن الواقع - والهلوسة.

وبمجرد مرور اليوم الرابع من الأرق، تصبح جميع الأعراض أسوأ بكثير وتتطور إلى ذهان الحرمان من النوم حيث لا يتمكن من تفسير الواقع ويمتلك رغبة مؤلمة في النوم.

نوم التعافي

ويختلف التعافي من الحرمان من النوم من شخص لآخر، حيث يكون النوم الجيد طوال الليل كافيًا للبعض للتعافي، فيما قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع بالنسبة لآخرين.

ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن نوم التعافي في كثير من الأحيان لا يعكس التغيرات الأيضية التي يمكن أن تسبب زيادة الوزن وانخفاض حساسية الأنسولين، حتى من فترات قصيرة نسبيًا من الحرمان من النوم.

ويُحرم العمال بنظام المناوبة من النوم الكافي، وعادة ما ينام العاملون في المناوبات الليلية ما بين ساعة إلى أربع ساعات أقل يوميًا من الأشخاص الذين يعملون خلال النهار. ويمكن أن يزيد ذلك من خطر الوفاة المبكرة، بحسب "سينس أليرت".

وفيما أظهرت العديد من الدراسات أن قلة النوم ترتبط بزيادة خطر الوفاة، تشير دراسات أخرى إلى أن كثرة النوم ارتبطت أيضًا بزيادة خطر الوفاة.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة