أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، إطلاق نحو 100 صاروخ من لبنان تجاه حيفا والجليل الأعلى في ثلاث رشقات صاروخية، ما أدى إلى اندلاع حرائق في "روش بينا" شرق صفد.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل عدوانها ليشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه ما أسفر عن ألفين و448 شهيدًا و11 ألفًا و471 جريحًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
ويرد حزب الله يوميًا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات. وبينما تعلن إسرائيل جانبًا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيمًا صارمًا على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه على منصة "إكس": "عقب تفعيل الإنذارات عند الساعة 12:28 - 12:31 (توقيت غرينتش+3) في منطقة الجليل الأعلى، تم رصد حوالي 30 صاروخًا أُطلق من لبنان".
إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان
وأضاف: "القوات الجوية الإسرائيلية اعترضت بعض هذه الصواريخ، بينما سقطت أخرى بالمنطقة (دون توضيح)".
كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه رصد إطلاق نحو 70 صاروخًا من لبنان تجاه بلدات ومستوطنات بالجليل الغربي والأعلى، سقط بعضها ما أدى إلى نشوب حرائق.
وذكر أنه رصد إطلاق 3 صواريخ من لبنان تجاه منطقة حيفا (شمال)، مشيرًا إلى أنه اعترض أحدها، بينما سقط الآخران بمناطق مفتوحة.
وبحسب موقع "سروغيم" العبري، فإن "حزب الله" أطلق نحو 100 صاروخ على شمال إسرائيل خلال ساعة واحدة.
وفي وقت سابق، دوت صفارات الإنذار بمدينة صفد وروش بينا والعديد من البلدات بالجليل الأعلى جراء إطلاق صواريخ من لبنان.
حرائق في روش بينا
كما أفاد الجيش بأن فرق الإطفاء تعمل على إخماد العديد من الحرائق التي اندلعت جراء سقوط الصواريخ، دون تحديد مكانها، بينما قالت سلطة الإطفاء الإسرائيلية في بيان إن عدة حرائق نشبت بمنطقة "روش بينا" شرق مدينة صفد بالجليل الأعلى بسب سقوط صواريخ.
صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية من جهتها، ذكرت أن حرائق اندلعت أيضًا بمنطقة "عميعاد" بالجليل الأعلى نتيجة القصف الصاروخي من لبنان.
كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن الشرطة الإسرائيلية أغلقت الطريق 90 من مفرق "روش بينا" إلى مفرق "عميعاد" بالجليل الأعلى، وذلك بعد سقوط صاروخ على الطريق أطلق من لبنان.
من جانبه، أعلن حزب الله الأحد قصفه بالصواريخ قاعدة عسكرية تقع شرق مدينة صفد.
وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه قصفوا "قاعدة فيلون في روش بينا شرق مدينة صفد" برشقة "صاروخية كبيرة"، وذلك "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى والمنازل الآمنة"، على وقع شنّ إسرائيل عشرات الغارات على لبنان.
وفي بيان ثان، قال الحزب: إنه "استهدف تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا بِقذائف المدفعية"، بالإضافة إلى استهداف تجمع لقوات الاحتلال في وادي هونين غرب بلدة العديسة بِصلية صاروخية".
وفي وقت سابق الأحد، أفاد حزب الله بأن عناصره استهدفوا تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة مسكفعام بِصلية صاروخية.
كما أكد أنه استهدف "تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في ثكنة معاليه غولاني بِصلية صاروخية".
استشهاد 3 عسكريين لبنانيين وغارات إسرائيلية
وفي لبنان، استشهد ثلاثة عسكريين في استهداف إسرائيلي لآلية كانت تقلهم في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت قيادة الجيش، على وقع تكثيف إسرائيل لغاراتها على مناطق عدة في لبنان منذ نحو شهر.
وقال الجيش اللبناني في بيان: "استهدف العدو الإسرائيلي آلية للجيش على طريق عين إبل - حانين في الجنوب، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء"، ليرتفع بذلك عدد شهداء الجيش منذ 23 سبتمبر إلى ثمانية عسكريين.
وكانت طائرات إسرائيلية شنت فجر الأحد غارات على أكثر من 50 بلدة وقرية في جنوب البلاد، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وطالت الغارات مدينة النبطية للمرة الثالثة منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وتعرضت أيضًا ضاحية بيروت الجنوبية لغارتين إسرائيليتين على الأقل في وقت مبكر الأحد، وفق الوكالة.
وأفادت الوكالة عن "غارتين شنهما الطيران المعادي صباحًا على الضاحية الجنوبية، استهدفت إحداهما مبنى سكنيًا" يقع على مقربة من مسجد ومستشفى في منطقة حارة حريك.
وكان الجيش الإسرائيلي طلب فجر الأحد من السكان إخلاء أبنية، قال إنها تقع "قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله" في منطقتي حارة حريك والحدث.
وأورد لاحقًا أنه استهدف "مقر قيادة لركن الاستخبارات في حزب الله إلى جانب ورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت"، حسب قوله.
أين تركزت الغارات الإسرائيلية؟
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة التلفزيون العربي من بلدة رميش جويس الحاج خوري أن الغارات الإسرائيلية اليوم طالت عددًا من البلدات الجنوبية الحدودية وصولًا إلى محيط صور، تحديدًا في البازورية والزرارية والشهابية، بالإضافة إلى غارات متلاحقة على عيتا الشعب.
وأضافت أن الغارات الإسرائيلية طالت أيضًا بلدة حنين، بالإضافة إلى تعرض بلدة دبل صباح اليوم لقصف، فضلًا عن بلدة الطيري وصولًا إلى بنت جبيل.
وأشارت إلى أن محور "عيتا الشعب راميا القوزج" يشهد اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر حزب الله والجيش الإسرائيلي الذي حاول التوغل من نقطة خلة وردة باتجاه عيتا الشعب، وكذلك من موقع راميا الإسرائيلي مقابل بلدة راميا باتجاه حدود البلدة ومنها إلى داخل بلدة راميا.
وأردفت أن الاحتلال قام بتدمير العديد من المباني والمنازل تحديدًا في راميا وعيتا الشعب، حيث أظهرت المشاهد من هناك حجم الدخان المتصاعد وحجم الدمار في هذه المنطقة.