لم تسلم المنشآت الطبية في السودان من تبعات المعارك الطاحنة التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع، بين الجيش وقوات الدعم السريع، فلحقت بها أضرار بالغة.
وبالفعل، أعلنت وزارة الصحة السودانية خروج أكثر من 50 مستشفى عن الخدمة، نتيجة لتلك المعارك بين الطرفين، والتي تسببت بانقطاع التيار الكهربائي، ونفاد مخزون الأدوية.
ومنذ اندلاع المعارك في الخرطوم ومدن أخرى في 15 أبريل/ نيسان، قتل أكثر من 420 شخصًا وأصيب زهاء أربعة آلاف، ونزح عشرات الآلاف في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع الكهرباء، وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.
ومع إعلان وزارة الصحة في الخرطوم خروج هذا العدد من المستشفيات عن الخدمة، تقول الوزارة إن 20 منشأة صحية أخرى معرضة للخطر ذاته بسبب النقص في الإمدادات الطبية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، إضافة لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي والماء.
الموت البطيء للقطاع الطبي في السودان
وتطلق نقابة الأطباء في السودان، استغاثات ونداءات عديدة منذ انطلاق المعارك، تطالب خلالها بتسهيل وصول المستلزمات الطبية، وفتح ممرات آمنة لتسهيل نقل المصابين والجرحى، الذين افترشوا أرضيات المشافي.
بدورها، رصدت منظمة الصحة العالمية تعرض عدد من المنشآت الطبية السودانية لهجمات دامية، بالإضافة لعجز المسعفين والأطباء عن الوصول للمصابين في الخطوط الأمامية، بسبب حالات الاستهداف المتكررة التي يتعرضون لها.
وفي حين يسعى سودانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لتوفير أدوية للذين يعانون من الأمراض المزمنة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يعرّض مخزونًا من اللقاحات وجرعات الإنسولين بقيمة أكثر من 40 مليون دولار، لخطر التلف.
ومع استمرار المعارك واستنزاف القطاعات الحيوية في السودان، تزداد المخاوف من "الموت البطيء" الذي يضرب القطاع الطبي، في غياب دولي وأممي.