استهداف تل أبيب بصاروخ من اليمن.. ماذا عن التوقيت والدلالات؟

ادعى الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة، أنه نجح في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن نحو تل أبيب، فيما ذكر الإسعاف الإسرائيلي إصابة 18 شخصًا جراء التدافع خلال توجههم للملاجئ.

و"تضامنًا مع غزة" التي تواجه عدوانًا إسرائيليًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحرين الأحمر والعربي.

الاحتلال يدعي اعترض صاروخ أطلق من اليمن نحو تل أبيب

وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي: "نجحنا في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن بواسطة منظومة "آرو" (سهم - بعيدة المدى)، بعد صفارات إنذار وانفجارات سمعت بمنطقة تل أبيب الكبرى (وسط)".

وسبق ذلك سماع دوي صافرات الإنذار في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى)، وفق بيان أولي صدر عن الجيش.

من جانبها، أفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي (نجمة داود الحمراء) بإصابة 18 شخصًا جراء "التدافع أثناء توجههم إلى الملاجئ" بعد انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب.

بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن هذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها الحوثيون في إطلاق صاروخ يؤدي لإطلاق صافرات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى.

وفي الـ15 من سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، نحو منطقة تل أبيب الكبرى، حيث انفجر جزء منه بمنطقة مفتوحة.

وقد أصيب حينها 9 إسرائيليين بجروح طفيفة، جراء تدافعهم نحو الملاجئ، بعد إطلاق صافرات الإنذار، بحسب ادعاء هيئة البث الرسمية.

وفي يوليو/ تموز، أطلق الحوثيون طائرة مسيرة على تل أبيب لأول مرة، مما أدى إلى مقتل رجل وإصابة أربعة.

ماذا عن توقيت استهداف تل أبيب؟

وفيما لم يصدر على الفور تعليق من الجانب الحوثي، كتب المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع على منصة إكس: "البيان المهم للقوات المسلحة اليمنية سيكون خلال الساعات القادمة".

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن إطلاق الصاروخ على تل أبيب من اليمن جاء بسبب أن جماعة الحوثي كانوا تلاميذ قائد سلاح المسيرات في حزب الله، الذي اغتالته إسرائيل، وفي وقت يغيب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء ذهابه إلى الأمم المتحدة.

وأمس الخميس، أعلن جيش الاحتلال اغتيال قائد الوحدة الجوية في حزب الله اللبناني، محمد حسين سرور، في غارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي حديث للتلفزيون العربي من الجليل، أضاف صباغ أن جماعة الحوثي أطلقت هذا الصاروخ لإرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أن اليمن لا ينسى من دربه وعلّمه، وينتقم لاغتيال معلمه، وليؤكد أيضًا على وحدة الساحات.

وتابع أن جماعة الحوثي تريد أيضًا أن تقول لإسرائيل إن صواريخها بإمكانها الوصول إلى تل أبيب تحديدًا، مشيرًا إلى أن الاستهداف الدقيق لهذه المدينة سيكون كبيرًا وخطيرًا جدًا.

وتفرض إسرائيل، وفق تقارير دولية عديدة، رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء الضربات التي تتلقاها من حزب الله وجماعة الحوثي، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين وتثبيط همم الشعوب المؤمنة بجدوى المقاومة.

وتعود هذه الرقابة إلى أن ما يحدث في جبهة لبنان يعد سابقة منذ نكبة 1948، لأنه يضرب العقيدة الأمنية المترسخة في المجتمع الإسرائيلي القائمة على مبدأ "نقل المعركة إلى أرض العدو"، بينما وصلت الضربات إلى معظم أنحاء إسرائيل، بما فيها تل أبيب.