قُتل عشرة مدنيين في مقديشو، أمس الثلاثاء، خلال هجوم أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنه، فيما أفادت الحكومة الصومالية عن إصابة 3 أشخاص آخرين.
وقالت الحكومة في بيان لها إنّ عناصر من حركة الشباب هاجموا قرابة الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي، "منزلاً في منطقة عبد العزيز" في شمال مقديشو، مفيدة بأنّ قوات الأمن الصومالية "أنقذت وأخرجت خلال هذا الهجوم عدة مدنيين من هذا المنزل ومن المباني المجاورة"، معلنة مقتل أربعة من عناصر حركة الشباب.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عسكري شهد على الحادثة، بأن المهاجمين "اقتحموا المبنى بعدما فجّروا الباب الرئيسي"، مضيفًا أنّ حركة الشباب "تهاجم منازل المدنيين بعدما هزمت على أرض المعركة".
BREAKING: Al Shabab siege on the residence of a key SNA commander General Garabey ongoing in Mogadishu. pic.twitter.com/hTVu3zqNNK
— Hussein Mohamed (@HussienM12) February 21, 2023
مقديشو في "حرب"
وكان الرئيس حسن الشيخ محمود أعلن بعيد توليه السلطة في مايو/ أيار من العام الماضي "حربًا شاملة" ضدّ المتطرفين، داعيًا الصوماليين للمشاركة في القضاء على عناصر الحركة، التي تنفذ الهجمات ضد السلطات الحكومية منذ 2007.
وبعدما طُردوا من المدن الرئيسية في البلاد عامي 2011 و2012، تحصّن مقاتلو حركة الشباب في مناطق ريفية شاسعة ينطلقون منها لتنفيذ هجمات دامية في الصومال والدول المجاورة.
وسمح هذا الهجوم المدعوم بقوة من الاتحاد الإفريقي وبضربات جوية أميركية باستعادة مناطق شاسعة في ولايتي هيرشابيل وغامدوغ من الحركة.
وكانت الحكومة، قد أكدت في ديسمبر/ كانون الأول، أنّها استعادت بلدة أدان يابال في ولاية هيرشابيل، التي كان يسيطر عليها الشباب منذ العام 2016، وتقدم على أنها "مركز تدريب" ومركز لوجستي للحركة في المنطقة.
كما أعلن الجيش الصومالي في 16 يناير/ كانون الثاني استعادته مدينة هراديري الساحلية الواقعة على بُعد 500 كيلومتر شمال مقديشو، والتي تسيطر عليها حركة الشباب منذ العام 2010.
AlShabab siege on the residence of a key SNA commander General Garabey ongoing in Mogadishu. pic.twitter.com/GeW1W88gnQ
— Said Yusuf Warsame (@SaidYWarsame) February 21, 2023
وأكّدت الحكومة يومها أنّ استعادة هذه المدينة "الاستراتيجية" تشكّل "نصرًا تاريخيًا". إلا أنّ حركة الشباب تستمر بشن هجمات فتاكة انتقامًا، مظهرة قدرتها على ضرب وسط المدن ومنشآت عسكرية صومالية.
"أرض الصومال"
وفيما تتركز الأنظار على "الحرب" ضد حركة الشباب، تجددت الاشتباكات المسلحة، أمس الثلاثاء، بين قوات أرض الصومال الانفصالية وميليشيات موالية للحكومة في مقديشو، في انتهاك جديد لهدنة أبرمها الطرفان قبل أسبوعين.
وكان فتيل العنف بين الطرفين اشتعل في 6 فبراير/ شباط في مدينة لاسعانود المتنازع عليها، بين منطقة بونتلاند التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي والموالية لمقديشو، وجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد.
ويومها اندلعت اشتباكات مسلّحة بين ميليشيات موالية لمقديشو والقوات التابعة لصوماليلاند بعيد ساعات من إصدار زعماء قبائل في منطقة صول، وعاصمتها لاسعانود بيانًا تعهّدوا فيه بدعم "وحدة جمهورية الصومال الفدرالية وسلامة أراضيها"، مطالبين سلطات أرض الصومال بسحب قواتها من منطقتهم.
Argagixisada ka dagaalamaysa magaalada las'Anod oo gabaab ka dhiganaysa guryaha iyo masaajidada. pic.twitter.com/ziKtOVVpmp
— Xasan📟 (@FormulaHassan) February 21, 2023
وفي العاشر من فبراير/ شباط، توصّل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنّهما لا ينفكّان مذّاك يتبادلان الاتّهامات بانتهاكه.
والثلاثاء قالت حكومة أرض الصومال في بيان إنّه "في مسعى منها لإحباط جهود السلام ومنع تنفيذ وقف إطلاق النار، شنّت جماعات مسلّحة هجوماً عسكرياً كبيراً على قواعد القوات المسلّحة الوطنية لأرض الصومال في لاسعانود. قواتنا دافعت عن نفسها".
لكنّ عبد القرين علي نور، أحد الزعماء القبليين في لاسعانود، اتّهم خلال مؤتمر صحافي القوات التابعة لأرض الصومال "بشنّ هجوم عسكري جديد".
وفي 16 شباط/فبراير الجاري، قال الفرع المحلّي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) إنّ أكثر من 185 ألف شخص فرّوا من أعمال العنف في لاسعانود، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وفي السابع من شباط/فبراير، قالت الأمم المتحدة إنّ 20 شخصًا على الأقل قُتلوا في الاشتباكات التي اندلعت يومذاك، مطالبة بإجراء تحقيق مستقلّ ونزيه.
وصوماليلاند، المستعمرة البريطانية السابقة، أعلنت استقلالها عن الصومال في 1991 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ومنذ ذلك الحين بقيت المنطقة البالغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة فقيرة ومعزولة، لكنّها تمتّعت باستقرار نسبي في وقت يتخبّط فيه الصومال منذ عقود في أتون الحرب الأهلية والتمرّد المسلح.