اغتيال الأسير ثائر أبو عصب.. الخارجية الفلسطينية: عقلية انتقامية إسرائيلية
استشهد الأسير الفلسطيني ثائر أبو عصب في سجن النقب بعد تعرضه للاعتداء والضرب المبرح من قبل ما يعرف بـ"وحدات القمع" الإسرائيلية.
وفي شهادة نشرتها هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني لأسير أفرج عنه السجن، روى تفاصيل استشهاد أبو عصب، إذ قال إن حالته الصحية تدهورت على إثر الضرب المبرح الذي تعرض له وطلب الأسرى المساعدة.
ووفقًا للشهادة، رفضت إدارة السّجن الاستجابة للأسرى، وبعد مرور الوقت وبالفحص الأولي، تبين أن هناك مشكلة في النبض، وجرى نقله خارج الغرفة دون معرفة مصيره.
إلى ذلك، أكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن ما تعرض له الأسير الشهيد ثائر أبو عصب، هي "جريمة اغتيال جديدة تأتي في إطار قرار الاحتلال تنفيّذ عمليات اغتيال ممنهجة بحق الأسرى مع سبق الإصرار".
تحقيق إسرائيلي في الحادثة
وبحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية، فإنّ مصلحة السجون حققت في ملابسات استشهاد الأسير ثائر أبو عصب (38 عامًا) من قلقيلية (شمالي الضفة الغربية)، وذلك بعد يوم واحد من تعرضه للضرب المبرح على يد 19 سجانًا قبل أسابيع.
وقالت هيئة البث: من إنّ "مصلحة السجون أبعدت المشتبه فيهم عن عملهم فيما يخضع بعضهم للحبس المنزلي" بعد الحادثة في سجن "كتسيعوت" الصحراوي بالنقب.
ومساء الأربعاء، قالت القناة 12 العبرية في تقريرها: "وحدة التحقيق مع السجانين فتحت تحقيقًا ضد 14 متهمًا، بعضهم يشتبه في قيامهم بضرب الأسير والتسبب بوفاته، وبعضهم يشتبه في تورطهم بحادثة العنف".
وذكرت أن الأسير المذكور هو ناشط في حركة "فتح" من سكان الضفة الغربية، وكان بزنزانة 8 رفقة سجناء أمنيين آخرين.
وقالت القناة 12 العبرية: "بحسب الشكوك الأولية، قبل نحو شهر، قام الحراس بضرب السجين الأمني في إحدى زنازين السجن بالعصي، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة".
وأشارت إلى أن محكمة إسرائيلية كانت قضت بسجن الأسير، الذي لم تذكر اسمه، بالسجن المؤبد قضى منها 18 عامًا في السجن.
وأضافت: "تم تقديم العلاج للأسير ولكن بعد سلسلة من الفحوصات، لم يبق سوى تحديد وفاته".
وتابعت: "تم استجواب المشتبه بهم الـ 14 مع تحذيرهم، ثم أطلق سراحهم وتم منحهم إجازة حتى إشعار آخر".
لا تحقيقات جدية
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاحتلال لا يقوم بأية تحقيقات جدية في جرائمه ومجازره بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنّ "جرائم القتل بالجملة في قطاع غزة وقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين والإعدامات البشعة في القطاع والضفة والقدس والإعدامات بحق المعتقلين، والتي كان آخرها جريمة قتل الأسير ثائر أبو عصب جميعها إثباتات قوية على طبيعة التعامل الإسرائيلي الرسمي مع الفلسطينيين، سواء بعقلية انتقامية أو استعمارية عنصرية متواصلة".
وأكدت الوزارة أنّ "قرار قتل الفلسطيني هو إسرائيلي رسمي، يثبت أن ما تسمى منظومة القضاء والمحاكم في إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسها".
ورأت أن هذا الوضع "يتطلب تدخلاً عاجلًا من الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية المختصة في الدول، ويستدعي تحركًا دوليًا قانونيًا وأخلاقيًا ليس فقط لوضع حد لهذه الجرائم، وإنما أيضًا لمحاسبة مرتكبيها ومن يقف خلفهم".
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، أعلنت في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عن اغتيال الأسير ثائر سميح أبو عصب من محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية، في سجن النقب الصحراوي.
وأشارت إلى أنه معتقل منذ 27 مايو/ أيار 2005، ومحكوم بالسّجن لمدة 25 عامًا.
وذكرت آنذاك أنه الأسير السادس "الذي يغتاله الاحتلال في سجونه، بعد السابع من أكتوبر الماضي" وهو يوم بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى حتى مساء الأربعاء لوقوع "26 ألف شهيد ومفقود معظمهم أطفال ونساء".