بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اقتحم المئات من المستوطنين صباح اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان، بأن مئات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ السابعة صباحًا بحماية شرطة وقوات الاحتلال، لإحياء ما يعرف بـ "عيد الغفران اليهودي"، حيث ارتدى بعضهم لباس الكهنة، فيما رُصد أحدهم وهو يحمل سلاحًا شخصيًا.
وأمس الأحد، اقتحم 673 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى مقارنة بـ500 في اليوم نفسه من العام الماضي، ما يشير إلى ارتفاع عدد المقتحمين، حسب "وفا".
وكانت قوات الاحتلال منعت أمس المصلين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من دخول الأقصى لأداء الصلوات، كذلك أبعدت عددًا من الشبان من داخل المسجد إلى خارجه.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم شابًا من داخل باحات المسجد الأقصى.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومنعت المواطنين من الدخول إلى المسجد، بحجة أن سنهم دون 50 عامًا، كما احتجزت هويات آخرين.
سياسيًا، حذّرت حركة "حماس" من محاولات الاحتلال إشعال حرب دينية في المنطقة، واستغلال الأعياد اليهودية لفرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى.
ودعا القيادي في الحركة إسماعيل رضوان، في تصريح صحافي، الفلسطينيين في القدس ومدن الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر إلى النفير العام وشد الرحال للمسجد الأقصى وتكثيف الرباط فيه لإفشال مخططات الاحتلال.
كما دعا القيادي في حماس إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال دفاعًا عن المسجد الأقصى.
مصر تدين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
وعلى صعيد المواقف العربية، أدانت وزارة الخارجية المصرية اقتحام مجموعة من المتطرفين، باحات المسجد الأقصى، واعتبرت في بيان أن هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة من سلسلة الإجراءات التصعيدية التي تستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وتحمل في طياتها مخاطر تأجيج العنف والتوتر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالبت مصر، السلطات الإسرائيلية بضرورة الوفاء بالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ووقف مثل هذه الممارسات التصعيدية، لما تمثله من انتهاك صريح للوضع القانوني والتاريخي القائم لمدينة القدس ومقدساتها الشريفة.
وشددت على ضرورة احترام الوضع القائم للمسجد الأقصى المبارك، والحرم القدسي الشريف، باعتباره وقفًا خالصًا، بمساحته الكاملة البالغة 144 دونمًا لعبادة المسلمين.
وجددت مصر مطالبتها للأطراف الدولية ذات التأثير، بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه حماية مقدسات الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
قصف في غزة وتدمير في مخيم نور شمس
ومساء أمس الأحد، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي نقطة حدودية تابعة للمقاومة الفلسطينية وسط قطاع غزة ودمرتها بشكل كامل.
وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال قصف الموقع بالطائرات المسيرة، قبل أن يستهدف المواقع ذاتها بالقذائف المدفعية.
وتأتي عملية القصف في ظل استمرار المظاهرات الحدودية على السياج الحدودي شرق غزة لليوم التاسع على التوالي، وذلك رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن ستة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي بجراح مختلفة وصفت بالمتوسطة، بينما أصيب العشرات بالاختناق جراء إطلاق الاحتلال القنابل الغازية باتجاه المتظاهرين.
وأمس الأحد، شيع الفلسطينيون جثماني شهيدين قتلهما جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامه مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم.
وكان الاحتلال قد نفذ عملية عسكرية استمرت أربع ساعات متواصلة، وقال جيش الاحتلال إنه استهدف خلال العملية البنى التحتية للمقاومة في المخيم، مخلفًا خرابًا في الطرقات وشبكات المياه والصرف الصحي.
