الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

اقتحامات وقتل وتدمير.. ما أهداف الاحتلال من التصعيد في الضفة؟

اقتحامات وقتل وتدمير.. ما أهداف الاحتلال من التصعيد في الضفة؟

شارك القصة

تصاعدت اقتحامات الاحتلال في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر - رويترز
تصاعدت اقتحامات الاحتلال في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر - رويترز
يتزامن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية التي تعيش أكثر الفترات دموية مع إجراءات حصار وضغط اقتصادي وإطلاق يد المستوطنين.

يعود التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى الواجهة مع اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة العشرات، بينهم صحافي أُصيب مباشرة خلال تغطيته للاقتحام الذي قالت هيئة البث الإسرائيلية بشأنه إن الجيش وحرس الحدود ينفِّذان عملية عسكرية قد تمتد أيامًا بالضفة الغربية.

ويتزامن ذلك التصعيد مع إجراءات حصار وضغط اقتصادي وإطلاق يد المستوطنين في أراضي الضفة.

الاحتلال ينتهج سياسة التدمير

وتتبنى عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في الضفة الغربية سياسة تدمير البنية التحتية بالمدن والمخيمات الفلسطينية خلال تنفيذ الاقتحامات، حيث يتم تجريف الشوارع والأرصفة، وتخريب شبكات المياه والكهرباء، إلى جانب الذهاب إلى زيادة عدد الحواجز العسكرية وقطع سبل التواصل بين المدن والأقضية. 

وقد تعزَّزت هذه السياسة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وانطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الضفة تشهد أكثر الفترات دموية

وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أن عدد الشهداء والمصابين والمعتقلين بالضفة الغربية قد شهد ارتفاعًا متصاعدًا، يجعل هذه الشهور من أكثر الفترات دمويةً في المدن الفلسطينية منذ الاتفاضة.

ومع غياب حزم واشنطن تجاه العدوان الإسرائيلي، تعطي تصريحات الإدارة الأميركية مساحةً لتل أبيب من الذهاب بتصعيدها إلى حد أكبر مع عدم توصيف ما يحدث بقطاع غزة بالإبادة الجماعية.

تتبنى عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في الضفة الغربية سياسة تدمير البنية التحتية- الأناضول
تتبنى عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في الضفة الغربية سياسة تدمير البنية التحتية- الأناضول

"نتنياهو يريد الهروب إلى الأمام"

يعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن التقديرات في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول تشير إلى أن الضفة الغربية هي جبهة قتالية أخرى. 

ويلفت في حديث إلى "العربي" من عكا، إلى أن الضفة الغربية كانت مشتعلة قبل بدء العدوان على غزة. ويضيف: "كان هناك ما يشبه الانتفاضة، إن لم تكن انتفاضة حقيقية". 

ويعتبر أن يجري الآن من ناحية إستراتيجية هو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يغلّب مصلحة بقائه في سدة الحكم على أي مصلحة أخرى ومنها تحقيق أهداف الحرب، أي إطلاق المخطوفين الرهائن أو القضاء على حركة حماس". 

كما يرى شلحت أن نتنياهو يريد "الهروب إلى الأمام، من احتمال محاسبته على أكبر إخفاق إستراتيجي ارتكبته إسرائيل منذ قيامها، ومن محاكمته بشبهات جنائية". 

"مساع لتدمير المقاومة"

ومن جهته، يشير عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة العربية الأميركية جمال حويل، إلى أن جنين تعرّضت منذ طوفان الأقصى لأكثر من 40 اجتياح، حيث تم تدمير كل ما له علاقة بالحياة لأهداف متعددة.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من جنين، إلى أن "الحكومة الإسرائيلية جاءت بائتلاف حكومي ببرامج واضحة"، قائلًا إن من تسلّم شؤون الضفة الغربية وغزة هم من الصهيونية الدينية أو القوة اليهودية.

ويردف بأن هذا البرنامج يهدف لزيادة عدد المستوطنين وضم المزيد من الأراضي ومأسسة هذا الضم والإعلان عنه". 

ويعتبر حويل أن إسرائيل تريد من خلال الاجتياحات لجنين تدمير المقاومة وحاضنتها الشعبية وضرب وحدة الساحات، حيث تعتبر جنين مركزًا للمقاومة فدمّرت كل ما له علاقة بالحياة والمياه والكهرباء والبنى التحتية. ويضيف أن "من يراهن على الولايات المتحدة بأنها ستقدم له شيئًا فهو مخطئ".

موقف الإدارة الأميركية

ومن جانبه، ينفي الدبلوماسي الأميركي السابق السفير ريتشارد شمايرر، إعطاء واشنطن ضوءًا أخضر لإسرائيل لكي تلجأ إلى العنف في الضفة الغربية أو للقيام بما تقوم به في غزة. 

ويلفت في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عملت على التخفيف من وطأة العنف والوصول إلى عملية سياسية"، وفق تعبيره.

ويشير إلى أن "الإدارة الأميركية أعادت التأكيد على موقفها بأن الاستيطان غير شرعي، وفرضت عقوبات على بعض زعماء الاستيطان". 

كما يرى شمايرر أن المأساة الحقيقية مرتبطة بالعنف الذي وُجّه ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية. ويقول: "لا أدرى إذا كان الجيش الإسرائيلي يملك أدلة تخوله القيام بهذه العملية في جنين". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close